facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدكتور فوزي الخطبا .. منارة لن يطفئها الرحيل


د. صبري ربيحات
25-01-2024 11:27 AM

الثمانينيات من القرن الماضي كان عقدا مفصليا في تاريخ الثقافة والسياسة والازدهار في بلدنا. في الثمانينيات دفعت الجامعات الاردنية بافواج من الخريجين المميزين فاشغلوا فضائنا الثقافي والسياسي والاعلامي وجادوا علينا بفكرهم وعطاءهم وانجازاتهم..

في تلك الحقبة الجميلة اهدت جامعة اليرموك للأردن والعالم افواجا من الإعلاميين الذين قادوا مرحلة التحول في اعلام العالم العربي وفي السياسة تغير المشهد ليدخل الشباب الحزبيين الى جسم البيروقراطية الاردنية وزراء ونواب ومديرين وفي الاكاديميا ارسلت الجامعات الاردنية مئات الطلبة الى جامعات العالم لنيل الدرجات العليا والعودة لملء شواغر التدريس في عشرات الكليات الناشئة في مؤتة والاردنية واليرموك والجامعات الحكومية التي لا زال بعضها في طور التأسيس.

في ذلك الزمن الجميل كانت الاحلام كبيرة وكان الامل يتجدد فقد كانت العراق حليفا يزودنا بالنفط المجاني وكانت الصحافة مهنة محترمة والادارة خالية من كل اشكال الترهل والفساد والتعليم طموح للجميع ولم تكن الجامعات السودانية معروفة للاداريين وقلائل هم الذين يهاجرون الى دبي والدوحة.. في تلك الايام بزغ نجم فوزي الخطباء وحبيب الزيودي وياسر ابو هلالة ووضاح خنفر وغيرهم.. في تلك الحقبة تخرج هذا الشاب الطفيلي من الجامعة الاردنية بتخصص اللغة العربية والعلوم التربوية وبشغف استثنائي للبحث والتنقيب ومهارة لا تضاهي في التأليف والتوثيق.

لقد بقي فوزي الخطباء وطوال العقود التي تلت تخرجه من الجامعة الاردنية منكبا على الدراسة ومنشغلا بالتمحيص يطرح الأسئلة الكبرى ويحاول الإجابة عليها يمزج التاريخ بالتراب والادب بالجغرافيا ويتتبع سلاسل المعرفين ويستقرئ الآثار المحتملة لما يحدث فاتم ما يزيد على سبعة وثلاثون كتابا تجاوزت موضوعاتها بين السير والتوثيق والتاريخ الى الدراسات النقدية في موضوعات قلما يقبل على دراستها غيره..

خلال رحلته التعليمية التي طاف فيها اعرق الجامعات والمعاهد وحصل فيها على درجة الدكتوراة كان فوزي الخطبا يعطي اكثر مما يأخذ ويؤثر في كل من يلتقي به. على واجهة السيرة العملية ظل الراحل الكبير مخلصا لمهنة بناء العقل وتنمية الإنسان فعمل معلما ومربيا مشرفا واداريا يؤمن بأهمية النشاط المدرسي وضرورة اشتباك التعليم والمعلمين مع قضايا المجتمع.

على خطى محمد بن بطاح المحيسن الذي كتب عنه وكما كان تيسير السبول الأديب المثقل بالأسئلة الفلسفية كان فوزي الخطبا فقد تواصل مع العالم بروح السؤال والدهشة الفلسفية التي لا تغيب..

لقد وثق لنا فوزي الخطبا بامانة سيرة الشيخ أحمد مسعود الدباغ العلامة المسلم الذي أسهم بحبه وايمانه وسماحته وحلمه في أحداث تحول جارف في مجتمع الطفيلة وقراها.. نموذجا يقارب ما قام به الدعاة الأوائل ممن نشروا العقيدة وعلموا الناس وتركوا على المجتمعات التي حلوا بها أثرا يتجاوز حدود الزمان.. ودرس الطفيلة تاريخا وانسانا وشكل مع استاذ الجيل المربي سليمان القوابعة واستاذ العلوم الاجتماعية الدكتور العمايرة فريقا أجاد في تقديم صورة متكاملة لتاريخ المكان وذاكرته وصلات كل ذلك بالإنسان وطبيعته.

برحيل الدكتور فوزي الخطبا تفقد الثقافة احد اهم اعلامها ومؤثريها وتفقد مكتباتنا احد روافدها والتراث احد اهم الخبراء كما تحزن الطفيلة اليوم وهي تودع احد اجمل شاماتها فالرحمة لروحك يا اخي والعزاء لأهلك ومحبيك..

وإنا لله وإنا اليه راجعون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :