facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعادة التفكير بطريقة التفكير


صالح سليم الحموري
08-02-2024 09:24 AM

في عالم يتسم بالتغير المستمر، يبرز تحدي كبير أمامنا جميعًا: كيف نستطيع أن نحافظ على مرونة أفكارنا ونكون مستعدين لإعادة التفكير في معتقداتنا؟ آدم جرانت، في كتاباته وأفكاره، يلقي الضوء على أهمية هذا التحدي، مؤكدًا على أن قدرتنا على النجاح والابتكار تعتمد بشكل كبير على استعدادنا لمواجهة وتحدي الأفكار الراسخة في أذهاننا.

إعادة التفكير ليست مجرد مهارة، بل هي ضرورة في عالم يتطلب منا السرعة في التكيف والتعلم المستمر. تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يمارسون إعادة التفكير بشكل فعال يتمتعون بقدرات أفضل في حل المشكلات، وهم أكثر إبداعًا ومرونة في مواجهة التحديات الجديدة.

أحد الجوانب الأساسية التي يركز عليها "جرانت" هو الفارق بين التمسك بالأفكار بشكل أعمى والقدرة على التشكيك فيها بطريقة منهجية. يشجع "جرانت" على تبني منهج "التفكير مثل العالِم" حيث نعتبر أفكارنا كفرضيات يمكن اختبارها وتحديها بالأدلة والتجارب، بدلاً من اعتبارها حقائق مطلقة.

التحدي هنا ليس فقط في البحث عن معلومات تؤكد ما نعتقده بالفعل (تأكيد التحيز)، بل في السعي لاكتشاف معلومات تختبر صحة أفكارنا. هذا يتطلب منا الشجاعة للنظر إلى الأخطاء والفشل كفرص للتعلم والنمو بدلاً من الشعور بالإحباط أو الدفاعية.

ادة التفكير تعني أيضًا تقدير قيمة الآراء والأفكار المختلفة. في بيئة العمل، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تشجيع التنوع الفكري إلى ابتكارات وحلول مبتكرة لم تكن لتظهر في ظل التفكير الجماعي الموحد، لذلك يتم الان الاهتمام بالذكاء الثقافي وحتى الذكاء الحضري، حيث قامت دولة الامارات العربية في تأسيس مركز متخصص " مركز الامارات للذكاء الحضاري" آدم جرانت يشدد على أن الفرق التي تتبنى التحدي والجدل البناء حول الأفكار تصبح أكثر قدرة على التكيف وتحقيق النجاح في المدى الطويل.

ومع ذلك، إعادة التفكير ليست بالمهمة السهلة. تتطلب منا التغلب على الكبرياء الذاتي والرغبة في الحفاظ على الوضع الراهن. لذلك من الممكن أن نتبع نهجًا يركز على الفضول والاستفسار بدلاً من الدفاع عن الأفكار بشكل غريزي. بمعنى آخر، يجب أن نتعلم كيف نطرح الأسئلة الصحيحة ونسعى لفهم لماذا قد يرى الآخرون العالم بشكل مختلف.

التأثير الشخصي لإعادة التفكير يمتد إلى ما هو أبعد من الابتكار والنجاح المهني. على المستوى الشخصي، يمكن أن يساعدنا في بناء علاقات أقوى، حيث نتعلم كيف نستمع بفعالية ونقبل وجهات النظر المتنوعة. كما يعزز من قدرتنا على التعامل مع التغيرات الحياتية والتحديات بشكل أكثر مرونة.

في الختام، تحثنا رؤى آدم جرانت الملهمة على إعادة تقييم طرق تفكيرنا وتعاملنا مع الأفكار الجديدة. من خلال التفكير النقدي، نفسح المجال لاكتشاف إمكانيات وفرص جديدة لا تقتصر على بيئة العمل فحسب، بل تمتد لتشمل كافة أوجه الحياة. هذه الدعوة موجهة لكل واحد منا لنكون أكثر فضولاً ومرونة، ومستعدين لاحتضان التغيير، مما يفتح الأفق أمام مستقبل مشرق وملؤه النجاح. وأنا شخصياً، أشعر بالامتنان لكوني شخصاً فضولياً.

* صالح سليم الحموري/ خبير التدريب والتطوير/ كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :