facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بناء حضارات المستقبل والقمة العالمية للحكومات


صالح سليم الحموري
11-02-2024 10:34 AM

ستكون من ضمن المحاضرات الرئيسية في القمة العالمية للحكومات التي ستعقد الأسبوع القادم في دبي، محاضرة رئيسية الى "كلاوس شواب" رئيس منتدى دافوس العالمي بعنوان "بناء حضارات الغد: هل هي قابلة للصمود.

في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا، يطرح سؤال حاسم عن قدرة الحضارات التي نبنيها اليوم على مواجهة تحديات الغد. هذا السؤال يجعل من الضروري التأكيد على استدامة هذه الحضارات لضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة. تطرح مسألة استمرارية حضاراتنا الحالية تحدياً كبيراً؛ فعبر التاريخ، استطاعت بعض الحضارات الصمود في وجه العوائق بينما تلاشت أخرى. حضارة مصر القديمة، التي أُعجبت بها شخصياً خلال زيارتي الأخيرة للأقصر، استطاعت البقاء لأكثر من ثلاثة آلاف عام بفضل نظامها الإداري الرصين واهتمامها بالزراعة والعلوم. في المقابل، انهارت حضارات أخرى مثل تلك في بلاد ما بين النهرين بسبب سوء التخطيط والاعتماد المفرط على الموارد الطبيعية.

التكنولوجيا تقف اليوم كأحد الأعمدة الرئيسية للحضارات المعاصرة، مقدمة حلولاً مبتكرة للتحديات الراهنة. من خلال التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، الزراعة الذكية، والذكاء الاصطناعي، يمكننا تأسيس مجتمعات أكثر كفاءة واستدامة. لكن، يجب أن نتعامل مع هذه التقنيات بمسؤولية، مع الحرص على تقليل التأثيرات البيئية والاجتماعية السلبية، لان الحفاظ على البيئة يشكل جزءاً لا يتجزأ من أي حضارة تسعى للاستمرارية. الممارسات كالزراعة المستدامة، إعادة التدوير، وحماية التنوع البيولوجي ضرورية لضمان مستقبل آمن للموارد الطبيعية ولضمان بناء حضارات المستقبل، يتطلب الأمر إدارة حكيمة تعزز المشاركة الفعالة من جميع أفراد المجتمع. الشفافية، المساءلة، والشمولية تعتبر عناصر أساسية لتحقيق هذا الهدف، حيث نواجه اليوم تحديات معقدة كالتغير المناخي، ندرة الموارد، والفجوات الاجتماعية والاقتصادية، لكن في ذات الوقت، توفر هذه التحديات فرصاً للابتكار والتعاون الدولي نحو تأسيس حضارات مستدامة ومرنة.

ومن الضروري في هذا السياق الإشارة إلى أهمية الاستثمار في التعليم والبحث العلمي كأساس لتحقيق هذه الأهداف. التعليم يمكن الشباب من فهم التحديات المعقدة التي يواجهها عالمنا ويزودهم بالأدوات اللازمة للإسهام في حلها. كما أن البحث العلمي يدعم الابتكار ويساعد في تطوير تقنيات وممارسات جديدة تساهم في تعزيز الاستدامة والكفاءة داخل المجتمعات.

إن تعزيز التعاون الدولي لا يقتصر فقط على الدول العربية وإنما يمتد ليشمل جميع دول العالم. في عصر العولمة، أصبحت التحديات التي نواجهها مشتركة عبر الحدود الجغرافية، مما يتطلب جهوداً مشتركة وحلولاً مبتكرة تستفيد من التنوع الثقافي والخبرات العالمية.

كما يجب علينا أيضاً الاعتراف بأهمية الحوكمة الرشيدة والسياسات العامة المستنيرة في توجيه الجهود نحو الاستدامة والابتكار.

الحكومات لها دور حيوي في تحفيز الابتكار من خلال الاستثمار في البنية التحتية للبحث والتطوير، وكذلك في تنظيم الأسواق بطريقة تشجع على الممارسات المستدامة وتحمي الموارد الطبيعية.

يجب علينا أن نعي بأن إرساء أسس حضارات المستقبل يستلزم تضافر الجهود الجماعية، واعتماد رؤية بعيدة المدى، واستحداث نمط ذكاء مبتكر. في هذا الإطار، قامت دولة الإمارات بخطوة رائدة من خلال ابتكار وتأسيس "مركز الإمارات للذكاء الحضاري". حيث ان الذكاء الحضاري لا يتطلب فقط النظرة البعيدة عن المستقبل، ولكن أيضاً بناء قواعد صلبة تضمن الازدهار والنجاح المستدام، وليس فقط في الحاضر، بل يمتد ليشمل القدرة على التأقلم والصمود في وجه التحديات المقبلة. من خلال تبني هذه المسؤولية والعمل بروح التعاون والتضامن، نحن نضع اللبنات الأساسية لترك إرث قيم للأجيال القادمة، مؤسسين بذلك حضارات قادرة على الازدهار والتطور والنمو في مواجهة التحديات المستقبلية."





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :