facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ثلاثة عناوين رئيسية تحكي الموقف الأردني


د.زهير أبو فارس
28-02-2024 09:57 PM

ثلاثة عناوين رئيسية ذات صلة عضوية بالحرب الاجرامية ، التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني على أهلنا في غزة والضفة الغربية منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي، والتي لم يحد عنها الموقف الأردني قيد انملة، تتمثل في : الوقف الفوري للعدوان ؛ وإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية الضرورية ، وبشكل مستدام ؛ ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية والقدس؛ورفض الفصل بين الضفة وغزة ، اللتان تشكلان امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة ، في إطار رفض تصفية القضية الفلسطينية التي تسعى إليها قيادة الثالوث العنصري الصهيوني التوراتي الفاشي ( نتانياهو -سموتريتش-بن غفير).

واعتماد على هذه المواقف الأردنية المبدئية الواضحة وضوح الشمس ، والتي لا تقوم بتاتا على قواعد الربح والخسارة ، التي تحكم العلاقات بين الدول ، عدوها وصديقها، من منطلق العلاقة التاريخية بين الأردن والقضية الفلسطينية، التي يراها قضية أردنية داخلية، ويرتبط بها عضويا بأواصر التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك ، وهي رابطة لا انفصام عنها . من هنا يمكن القول :

اولا: سياسيا- لقد كانت العائلة الهاشمية ، ممثلة بالملك ، من اوائل من امتلك الشجاعة لكي "يقرعوا جدران الخزان" ، ويطلقوا صرخة مدوية لإيقاظ الأمة والعالم على الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني ، الذي يعاني من أقدم وأبشع احتلال استيطاني عنصري احلالي عرفه التاريخ المعاصر ، منذ أكثر من خمس وسبعين عاما. فبالنسبة لهم ، كان الصمت يعني المشاركة في الجريمة ، منطلقين ، في كل ما يقومون به ، من القيم والمبادئ النبيلة التي فطروا عليها.

كما لم تتوقف الجهود الاستثنائية للدبلوماسية الأردنية التي يقودها الملك . حيث اثمرت الاتصالات والزيارات لعواصم صنع القرار في العالم (وآخرها في البيت الأبيض ) ، في تغيير ملموس في مواقف العديد من هذه الدول ، وساهمت في حصول استدارة واضحة في وعي الرأي العام العالمي تجاه التشكيك ، بل ورفض السردية الصهيونية لطبيعة الصراع في المنطقة ، والإنحياز التدريجي للمظلمة الفلسطينية.

ثانيا : لقد كانت مواقف الأردن الرسمي والشعبي الموحدة تجاه حرب الإبادة الجماعية في غزة ، استثنائية من حيث سرعة التحرك وفاعليته، من خلال المساعدات الإغاثية والطبية ، وآخرها الإنزالات الجوية ، بالمشاركة الملكية المباشرة، على الرغم من الأخطار الحقيقية لمثل هذه العمليات، التي تمثل قمة الشجاعة والبطولة والاقدام ، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بكيان غاصب لا عهد له ولا أمان ، بل ويضرب عرض الحائط بكافة المواثيق والمعاهدات، مهما كانت .. وأظهرت للعالم الفارق الهائل بين صورة طائرات العدوان التي تحمل الموت والدمار ، وبين الطائرات الأردنية التي تحمل قيم ومقومات الحياة ، وتعبر أصدق تعبير عن وجدان شعبنا الاردني الأصيل، والتفافه ، الذي لا تنفصم عراه حول قيادته الفذة .

ثالثا : ان مشاركة الملك الشخصية وبزيه الميداني ، هو المشهد البهي لقائد وانسان حقيقي شهم ، يشده إلى هذا العمل الاستثنائي جذره الهاشمي الشريف ، الذي لم يستطع الصبر والسكوت على الظلم والهوان الذي لحق بأهله في غزة هاشم ، رافضا ، بكل عزيمة وإصرار، جريمة العصر ، منتصرا للأخ الشقيق المظلوم . كما يؤشر إلى أنه ينوب عن أمة باسرها ، ومصمم على كسر الحصار ، مهما كان الثمن والتضحيات، وإفشال مخططات التجويع البشعة ، وكذا رسالة للعرب والمسلمين والعالم ، ان الصبر قد نفذ ، وأن الصمت بعد الآن، جريمة لا تغتفر، وأن الامتين العربية والإسلامية والعالم ، مطالبين بتحمل مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية ، بضرورة التحرك لوقف العدوان وجرائم التجويع والإبادة. فالتاريخ لن يرحم الساكتين والمتقاعصين العاجزين ، ودماء وأرواح أطفال ونساء غزة الأبرياء ستلاحقهم ، ولن يجنون إلا اللعنة إلى يوم الدين .

واخيرا، فإن هذه الصورة التي سيخلدها التاريخ لملك مجاهد ، تسامى على كل الشكليات والبروتوكولات ، هي النقيض الحقيقي لصورة الأطفال الذين يخرجون من تحت الانقاض برؤوسهم الشعثة المهشمة، ووجوههم المعفرة بالتراب الممزوج بدمائهم الزكية، كناجين بمعجزة من محرقة العصر ، بثيابهم الممزقة بشظايا القنابل والصواريخ، وركام بيوتهم التي دفنت تحتها أشلاء عائلاتهم، وآخرون يتضورون جوعا ، يستنجدون باخوانهم في الدين والعروبة ، وآخرين في الإنسانية، ان يمدوهم، بما يسد رمقهم من بعض الطعام والماء ..واؤلئك الذين قضوا ، كغيرهم من آلاف الغزيين وهم ضارعين إلى الله ان ينقذهم من هذا الجحيم الذي تصبه عليهم الطائرات والصواريخ الصهيونية "الذكية"منها "والغبية" (لا فرق) أمريكية الصنع .

إنها آلة الحرب الهمجية من ذلك العالم المزيف ، الذين اشبعونا، وعلى مدار عقود طويلة ، قيم الحرية ، والديموقراطية ، والعدالة ، وحقوق الإنسان ، والتي سئمنا من تكرارها ، بل وأصبح الحديث عنها يجعلنا نشعر بالغثيان والدوار . لقد فضح تماما تعدد مكاييل تصنيفاتهم للجنس البشري.

لقد جسد بلدنا وقائدنا المشهد الآخر والانبل ، المناقض للعدوان الصهيوني المدعوم والمسكوت عنه ، من قبل هذا العالم الظالم الذي كشفت دماء وأشلاء ضحايا شعبنا الفلسطيني زيف قيمه وعوراته البشعة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :