facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معقول يا ناس .. !


د. صبري ربيحات
02-03-2024 04:00 PM

من الأخبار التي تضع العقل في الكف ان بايدن الذي يرفض استصدار قرار بوقف اطلاق النار سيأمر بعمليات إنزال جوي لأغذية ومستلزمات ضرورية على شعب غزة ...

ما قاله بايدن وعدد من الاخبار والتسريبات التي رشحت في الايام الاخيرة اذهبت ما تبقى لنا من عقل واجهزت على كل الفرضيات التي ابتدعناها للتحليل ...واعتقد جازما ان اللواء فايز الدويري سيجد صعوبة في جمع ما يمكن ان يقوله حول هذه الاخبار .

ليس من السهل ان تفهم ما يدور في العالم ولا احد قادر على وضع الأحداث ولا المواقف في إطار يساعد على الفهم ففي بلدان الجوار لا أحد يجرؤ على الدعاء للمقاومين بالنصر ... وفي مواقع التمثيل الفلسطيني هناك بحث مستفيض لتطوير اطروحة إبراء الذمة وإلقاء اللوم على أبطال المقاومة باعتبارهم السبب في تغيير الواقع الذي انتفع منه البعض وجمعوا ثرواتهم الطائلة. هؤلاء الحكماء من ورثة مهاتما غاندي لا يؤمنون بالمقاومة كسبيل للتحرير حتى ولو طال الانتظار لأربعة او خمسة اجيال فهم يعتبرون ما قام به الثوار عملا يتعارض مع انجازاتهم وبرامج تنسيقهم الأمني ..

كلما حاولت استيعاب ما يجري في غزة وفلسطين كلما شعرت بأنك مخلوق غريب حضر للتو من كوكب بعيد وانك بحاجة للتحقق من حواسك السمعية والبصرية ومن قواك العقلية .فالطريقة التي يتعاطى فيها العالم مع هذه الأحداث ويستجيب لها تجافي المنطق وتخالف كل التوقعات....فلا العرب عرب ولا الغرب هو الغرب الذي اعتقدنا انه الملاذ من التعدي والظلم.

من الصعب أن تجد دافع منطقي ينسجم مع ما يقوله قادة الفصائل التي كانت الامل والرجاء فقد وجدت لتحرير فلسطين. ومن غير الممكن أن تفهم الاسباب للتردد الذي يبدونه احيانا تجاه المقاومة.

الابطال الذين سطروا أبهى وانصع الصفحات في تاريخ العرب والنضال الفلسطيني و الرجال الذين ضحوا من اجل تحرير ارادة الامة المسلوبة منذ ما يزيد على ثمانية قرون ينتقدون من قبل البعض باعتبارهم تجرأوا على استثارة التنين النائم.

لا احد يملك نظرية لتفسير التحول الذي طرأ على مواقف بعض الانظمة العربية . فلم نتخيل ان يأتي يوما على هذه الامة ليخرج من بين ابناءها وقياداتها من يعلن انه يستنكر ما يقوم به العربي صاحب الأرض من اعمال لصد الاحتلال ورفع الظلم وتحرير الوطن والانسان.

الولايات المتحدة التي نصبت نفسها راعيا للديمقراطية ونصيرا لحقوق الإنسان تؤيد وتدعم الاعتداء الصهيوني على الشعب الفلسطيني وتشارك اساطيلها وجنودها وطائراتها في حرب الابادة والدمار والتجويع وتقف في وجه كل محاولة اممية لوقف إطلاق النار.

مفهوم ان يستمر بلد كالاردن في تقديم ما يستطيع للاشقاء عبر كل الوسائل المتاحة لكن من غير المفهوم ان نكتشف لجوء الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والبحرين والامارات ومصر لنفس الطريقة .هل من المعقول ان لايكون بمقدور اصدقاء اسرائيل وحلفاءها التأثير على القوة الغاشمة لوقف القتل وفتح المعابر والحدود البرية لإدخال المستلزمات الانسانية؟

في كل مرة اسمع الاخبار التي تتناقض فيها التصريحات وتختلف المواقف ويختلط الحابل بالنابل أعود لاتذكر نظرية الفوضى التي صاغها جنرالات البنتاغون في تسعينيات القرن الماضي كوصفة لتدمير بنية الشرق الأوسط وتمزيق أفكاره وعقائده وخفض توقعات اهله وتجريف هوياتهم والسياسية واستبدال قياداتهم بأخرى يجري تهيئتها وتدريبها لتلد من رحم الفوضى.

ما يحدث اليوم من تناقض في المواقف ومن انقسامات بين الأخوة ومن ازدواجية في التعاطي مع نفس القضية من قبل البعض هو التعبير الفاضح عن نجاح القوى الامريكية في تنفيذ خطتها التي بشرت بها إدارة بوش الابن على لسان كونداليسا رايس ...
نعم .نحن اليوم في عالم فوضى أسهم فيه العرب في تدمير بلدانهم ويعمل البعض منهم كوكلاء عن اعداءهم. نحن نعيش في مجتمعات تائهة ننتظر من يأتي من الخارج او من يحظى بمباركة القوى الخارجية ليدير شؤوننا ويحدد ملامح مستقبلنا...لقد تمت تهيئتنا لقبول اي شيء.

الفوضى الخلاقة هنا وهناك فلم اتخيل ان يأتي اليوم الذي تقبل فيه الولايات المتحدة ان تدار من قبل قيادات خرفة وان تفقد فيها القوة العظمى تأثيرها على أقرب حلفاءها ...استسمح وائل كفوري لاستعير من كلمات اغنيته "معقول تشتي بآب. .. وتتلج ع الدنيا كلها..."

واقول لصاحبنا نعم معقول ....فقد اصبحت بلداننا قبلة مهرجانات الرقص والطرب في وقت الحرب والقتل والدمار ....

واصبح من الممكن أن تؤدى الصلاة دون سماع الاذان عبر المكبرات كما كان يحدث ..واصبح من الممكن أن تقدم في اليمين شيئا وفي اليسار شيئا اخر كما اصبح من الطبيعي ان تعمل الشيء وضده في آن واحد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :