facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يستعجلون الغنيمة في غزة!


محمد حسن التل
18-03-2024 07:41 PM

في الوقت الذي تستعر به الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة يقول الإعلام الإسرائيلي، إن أحد القيادات الأمنية في رام الله بدأ بالفعل بمحاولة تشكيل ميليشيات مسلحة في جنوب غزة من عائلات غير مؤيدة لحماس بحجة الإشراف على توزيع المساعدات وشؤون إدارية أخرى ، وإذا صح هذا فإن ذلك سيعتبر تحولا خطيرا في الانقسام الفلسطيني وستكون إسرائيل قد نجحت هذه المرة في تحويل الانقسام بين فتح وحماس إلى صدام مسلح في أصعب وأدق ظرف يمر به الشعب الفلسطيني، لأن المقاومة لن ترضى بوجود قوة مسلحة في غزة غيرها وهي لا زالت تقاتل على الأرض بالفعل ، كما أن البيئة الحاضنة لها في غزة واسعة ومتينة وهي بيئة ليست سياسية فقط بل أيديولوجية ناهيك عن الجانب العاطفي ، وهذا يعني أن الفلسطينيين إذا نجحت المحاولة مقبلون على حالة صدام جديدة ستشكل الانتصار الحقيقي لنتنياهو .

بعض الأجنحة في رام الله تستعجل على الغنيمة في غزة على افتراض أن المقاومة الفلسطينية هناك انتهت وأنهم جاهزون ليكونوا البديل لها على الأرض مع الإشارة أن معظم عشائر وعائلات غزة أعلنت رفضها التعامل مع أي طرف غير المقاومة على أساس أنها لازالت تمثل بالنسبة لهم على الأقل الإدارة التي تدير شؤون القطاع .. والحقيقة أن موقف أهل غزة هذا لا يتوقف عند التمسك بإدارة حماس فقط بل هو إعلان رفض التعامل مع الإسرائيلين أو أي جهة تنسق معهم في وقت لازالت الحرب مستعرة ولازال الصهاينة يمارسون كل انواع القتل والإبادة ضد الشعب الفلسطيني..

في الوقت الذي من المفروض أن تقوم القيادات الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها النزول عن شجرة الخلافات من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني ومواجهة آلة الحرب الإسرائيلية في غزة والضفة ، يرفض البعض إلا الإصرار على تعميق الخلافات وتجذير الانقسام ..

فكل هذا الدم المسال على الأرض في القطاع والضفة وكل الدمار الذي لم يعرفه تاريخ الصراعات في العالم يصر البعض على اغتيال كل حلم للفلسطينيين بالوحدة وإنهاء الفرقة ويستعجلون القضاء على المقاومة وهزيمتها من أجل غنيمة يسعون اليها وكأنهم سيسلمون من مخططات إسرائيل إذا استطاعت هزيمة مقاومة الشعب الفلسطيني وأنها ستعترف بهم ...

مشكلة بعض السياسيين الفلسطينيين لا يقلون عداء للمقاومة من الإسرائيليين وأنهم مستعجلون أكثر من أي طرف آخر للقضاء عليها، وهذ الشعور هو الذي يحركهم وتعكسه تصرفاتهم وتصريحاتهم للإعلام...مع التأكيد أن السلطة الوطنية فيها من القيادات الكثير ممن يضعون مصلحة شعبهم فوق كل اعتبار ، ويسعون جادين لإنهاء الفرقة بين غزة ورام الله ليتمكن مجموع الشعب الفلسطيني من مواجهة المد الصهيوني الذي لا يفرق بين فتح وحماس في عداوته للفلسطينيين.

المعركة اليوم ليست معركة حماس وبقية فصائل المقاومة معها فقط بل كذلك معركة فتح وكل الشعب الفلسطيني فهي معركة وجود ومعركة انتزاع حقوق والفرصة الآن تلوح بالأفق بشكل واضح بعد الاصطفاف العالمي الكبير على المستوى الشعبي والرسمي خلف مطالب الفلسطينيين في التحرر وإنهاء الاحتلال وكل من يحاول إجهاض هذا الإنجاز من أجل أحلام صغيرة ومريضة هو في صف العدو بالنسبة للشعب الفلسطيني..

الحل الأمثل للفلسطينيين نحو التوحد من جديد على مستوى القيادة هو إعادة الحياة لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي لكل الفلسطينيين لتضم جميع الفصائل تحت مظلتها بعيدا عن التفرد والاتهامات والتناحر الفصائلي وتكون السلطة الوطنية بحجمها الطبيعي اداة ادارية فقط للمنظمة ساعتها تستقيم حياة الفلسطينيين وتتوحد جهودهم في مواجهة إسرائيل على أرض صلبة..

المهم إخراج أصحاب الأجندات المشبوهة من صفوف الفلسطينيين وتعريتهم حتى لا يكونوا عقبة في طريق معركة التحرر الوطني..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :