facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بلاد الشاميران


فيصل سلايطة
27-03-2024 12:21 PM

لا يستطيع عاقل أن يخفي أو يعمي ناظريه عن أحلام ايران في منطقتنا العربية، فبلاد الشام "سوريا لبنان الاردن وفلسطين" وعلى مدار عقود كانت حلما للعديد من الحضارات والممالك والدول، مناطق ساحلية وسهول ووديان ومراكز دينية ومقدسات وصحاري وآثار تسلب العقول، لذا فالارض هذه طاقتها قوية وجاذبة، واحتلت واستعمرت لعقود تحقيقا لهذه الغايات.

ايران كدولة لها نفوذها الخارجي ذا الصبغة والهوية المتمدة، لم يبتعد حلمها عن منطقتنا كثيرا، فسقوط الخلافة العثمانية ومن بعدها استقلال الدول الشرق اوسطية بعد مقاومة وطنية، جعل دول المنطقة في رفاهية من الانتقاء السياسي، بتشكيل تحالف هنا ووِدة هناك، أما بعد ثورة الخميني والتغير الكبير في ايران داخليا، باتت تراقب بلاد الشام بأمل وترقب، فدخلت في حرب طاحنة مع صدام جعلتها على مسافة بعيدة بعض الشيء من غايتها، صدام بدوره كان بدون شك عثرة صلبة في طريقها وبوّابة شرقية يصعب تحطيمها، لكنّها على يد صدام ذاته وبطريقة غير مباشرة بعد احتلال الكويت، راحت تتمدد خصوصا بعد سقوط نظامه، ففُتحت كل الطرق المغلقة امامها وباتت الابواب مشرّعة ومن وجهة نظرها "مشروعة" ايضا..

لم يبق سوى الاردن

بلاد الشاميران، التعبير الذي هبط على مخيّلتي الآن، لا عثرات أمامه سوى الاردن، فالاردن هي الدولة الوحيدة المتبقية التي لا تحتكم ولا تتبع بأيّ شكل لطهران، فسوريا ولبنان أصبحتا ضمن نفوذ ايران، وفلسطين عبر المقاومة ربما باتت تتبع بشكل غير مباشر لايران، لذلك لم يتبقى أمام طهران سوى عمّان..

فهل انتهى حُلم ايران؟

ايران أو أية دولة اخرى لها احلام بالنفوذ التوسعية ستبقى تحاول إلى أن تصل إلى مرادها، وغالبا ما قد تصل إلى الغاية عبر اللعب على الوتر الديني/العاطفي لتحقيق ذلك، فلسنوات طويلة كانت عروض طهران السخية مثار جدل في الاردن، ولأنّ الامن المستتب أهمّ من الاقتصاد، رُفضت كل العروض.

السُمّ بالعسل

المقاومة كشعور وطني دفاعي عن الارض والحجر والبشر والشجر هي ممارسة مشروعة وشرعية، ولها قيمة سامية كسمو الانسان والوطن "ولكن"

كلّ مقاومة يجب أن تكون عقلانية وقوية ومستقلة بحدّ ذاتها، فالعقلانية هي التي تجعلها تدرس الوقت والهدف والنتيجة، والقوة هي التي تجعلها تحمي بعد ردة الفعل أولا و ثانيا تناور عبر الضغط ، و في هذا المقال نحن لسنا بصدد مناقشة نتائج طوفان الاقصى ، بقدر مناقشة من يركبون امواج هذا الطوفان و يحققون بشكل أو بآخر غايات الدول التوسّعية.

فهل إن انتفضت البلدان ستهدأ حرب غزة؟ و لماذا لا تنتفض ايران بحرب إن كانت غايتها سلام غزة؟ أين اسلحتها و اسطولها و عتادها العسكري الذي عرضته لسنوات طويلة على منأى العالم ، و إن لم يخرج سلاح ايران اليوم متى سيخرج؟ هل تكفي بعض التحرّكات الخجولة لحزب الله ، و قطع السفن في البحر الاحمر للحوثيين؟ ايران التي نادت عبر سنوات و عقود بأنّ أمن غزة من أمنها أهذا جُلّ استطاعتها؟ لماذا لم تُحرّك قوتها العسكرية لنصرة غزة؟ لماذا لم تطلق صاروخا واحدة تجاه تل ابيب؟

الطوق الايراني_التركي بالاضافة لحزب الله ، كان الطوق الاكثر خذلانا للمقاومة وفق تصريحات عديدة خرجت من شخصيات تُحسب عليها ، بيدّ أن من يسمع خطابات هذا الطوق لن يشّك للحظة بأنّ حربا ضروس ستشتعل ما إن تفّكر اسرائيل بغزة غزة ، فأين غزة الآن و أين البقية؟

تركيا لم توقف حركتها التجارية مع اسرائيل أبدا ، حتى الاسلحة لم تتوقف أنقرة على مدّ تل أبيب بها ، لماذا لا تهاجم سياستها؟ لماذا تُحرّك العاطفة نحو الأردن الذي لم يفقد يوما الأمل في نصرة غزة؟

أم أن أيران تُريد بعثرة الاوراق و خلط الحابل و النابل؟ لتشتعل ارض اخرى كانت حلما لها و تقضمها أيضا تحقيقا للمدّ الحالم لها ، هنا علينا جميعا ، كأردنيين و عرب ، نُحبّ هذه الارض ، أن نفرّق بين المقاومة كشعور يجب أن يدّعم و بين الفوضى التي تسعى للخرب ، فالشاميران حلم يُصرف المليارات عليه للتحقيق ، و بنظرة سريعة نستطيع أن نرى ما الرابط بين كلّ دولة انساقت لهذا الحلم...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :