هل ثروات بلادنا محرمة علينا ؟؟ .. محمد فالح ابو جنيب الفايز
mohammad
12-04-2011 05:33 AM
في البداية أود أن أوضح أنني لم أعتد من قبل الكتابة في الصحافة، رغم شهادتي على كثير من الأحداث المصيرية في تاريخ الدولة الأردنية الحديث ، ولكن استفز قلمي ما قرأته للأستاذ حسين الرواشدة في مقالته بعنوان (الشعب يريد التنقيب عن البترول) و أبتدء بضم صوتي للاخ حسين الرواشدة ، مصرا على العمل لإخراج البترول و كافة الثروات الطبيعية على اختلاف انواعها التي اوجدها الله سبحانه و تعالى في باطن ارض هذا الوطن الغالي من الرمثا شمالا حتى سهول رم جنوبا و كذلك المناطق الشرقية منذ ان خلق الله عز و جل هذا الكون ، ومن خلال ما أملك من معلومات على الأقل أوجزها فيما يلي :
الثروات الطبيعة :
البترول، في عام 1960 من القرن الماضي عندما تم حفر اول بئر في منطقة " المشاش " لواء الموقر، و يعلم ضباط الدورة الثانية في القوات المسلحة في ذلك العام عندما شرف الحسين طيب الله ثراه بقدومه الى الكلية العسكرية مبشرا الجميع ان البترول قد ظهر في موقع المشاش و هو بكميات تجارية هائلة ، و في اليوم الثاني حذرت الصحف المحلية المواطنين ان إشعال النار او التدخين ممنوع حتى منطقة سحاب، و للأسف الشديد فقد تم اغلاق هذا البئر بوضع كميات من الاسمنت المصبوب و مواد اخرى عليه .
تم حفر بئر في الجهة الجنوبية الشرقية من البحر الميت ، و قد حضر الى موقع الحفر مسؤول كبير ذو اهمية انذاك للاطلاع على مجريات سير الحفر سائلا كبير المهندسين الجيولوجين عن الوضع فلم يخبره بشئ ،الا انه كان هناك أحد المهندسين من دولة شرقية و لقد دار حديث بينهما بلغة ذلك المهندس الذي اخبر المسؤول ان البترول موجود بكميات تجارية و للاسف اغلق هذا البئر أيضا .
هنالك ينابيع في الأودية السحيقة جنوب غرب محافظة مادبا، كنا نشم رائحة نفطية تقارب من مادة الكاز من المياه الجارية ذات اللون البني اثناء مسيرنا في تلك الاودية خلال العمليات التدريبية للقوات الخاصة في الستينات من القرن الماضي .
فلقد كان الحسين طيب الله ثراه ، يقول سوف يتمنى كل عربي ان يكون اردني، اثناء القيام بحفر بئر حمزة و الذي وضع فيه عشرات الصهاريج المملؤة بالمواد الكيماوية المرسلة من دولة الكويت الشقيق .
البئر الذي قامت بحفره الشركة الفرنسية جنوب شرقي الجفر في منطقة أم لحم و الذي اغلق ايضا، فقد استدل عليه نشامى قبيلة الحويطات ،عندما بدأ يتسرب البترول النقي من جراء الضغط و بطريقة بدائية عملوا حوض و وضع فيه قطع اسفنجية وحال امتلاء الحوض قاموا بتعبئة سياراتهم من هذا البترول.
والجنوب غني بالثروات الطبيعية على اختلاف انواعها : ذهب، حديد، نحاس الخ.
البحر الميت غني بجميع ثرواته الطبيعية ، و يقال ان المانيا قبل الحرب الثانية اخذت من مياهه الثقيلة التي تدخل في تركيب و صنع القنبلة الذرية التي حصلت عليها امريكا حيث القت هذه القنبلة على مدينتي هيروشيما و نكازاكي، ويقول المرحوم عبدالله التل في مذكراته ،ان البحر الميت يكفي العالم الفي عام.
الفوسفات ، قامت دولة الهند بشراء الفوسفات الاردني باقل الاسعار فقد استخرجت منه اليورانيوم الاصفر و الابيض ، و قامت بصنع القنبلة الذرية و بالمقابل قدمت لنا عشرات سيارات الجيب العسكرية وشطبت هذه السيارات بعد مضي اشهر من تاريخ استلامها.
المياه: . ٢
في احدى المناسبات طلب مني السيد " شنلر " ان أخذه الى منطقة " ثليثوات " شرق البادية الوسطى ، و هي عبارة عن ثلاث تلال عالية على شكل مثلث جنوب شرقي الازرق ، لكي يحفر على عمق مترين لاخراج سمك متحجر من مليوني سنة حسب التقديرات ، و خلال تداول الحديث اعلمني انه يوجد نهر يجري من الشمال الى الجنوب و على اعماق متفاوتة، و في منتصف الثمانينات من القرن الماضي اكتشفت الاقمار الصناعية وجود هذا النهر الذي يجري من الشمال مرورا بمنطقة الديسه و حتى الربع الخالي، .
الغاز: . ٣
تم اكتشاف آبار الغاز في المنطقة الشمالية الشرقية من الاردن، بعد تعديل الحدود مع العراق الشقيق.
أخيرا وهذا هو المهم فسؤالي كمواطن اردني : هل هذه الثروات و المياه محرمة علينا ؟ و لنا عبرة عندما توقف و صول الغاز المصري الينا حيث بلغت قيمة الفاتورة ٣ ملاين دينار يوميا ، ام سيبقى قول الشاعر ينطبق علينا حين قال :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ و الماء فوق ظهورها محمول
محمد فالح ابو جنيب الفايز
*الكاتب أحد الضباط المحاربين القدامي ومن مؤسسي القوات الخاصة في الجيش الأردني