facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإنجاز يصنعه أبناء الحارات… لا أبناء الصالونات


م. بسام ابو النصر
17-12-2025 07:07 PM

من الذي يصنع الإنجاز في الأردن؟

ليسوا أبناء الوزراء، ولا أبناء السفراء، ولا ورثة رجال الأعمال. من رفع العلم الأردني في ملاعب القارة، ومن حمل اسمنا إلى كأس العرب، ومن فتح لنا أبواب الحلم بكأس آسيا وكأس العرب وكأس العالم، هم أبناء الناس البسطاء، أبناء الحراثين الحقيقيين، أبناء سحاب والرمثا والسلط والشجرة وذات راس والعقبة والحصن والقويسمة والوحدات والبقعة والصريح ومادبا وعرب التعامرة ووادي السير والمفرق، وكل قرية وحيّ عرف معنى التعب قبل معنى الشهرة.

لا التعمري ولا يزن ولا شرارة، ولا الرشدان أو أي عضو في المنتخب، وغيرهم جاءوا بـ«واسطة»، ولا دخلوا المنتخب بمعرفة فلان أو علّان، ولم يتوسط أحد عند الجوهري رحمه الله، ولا عند عدنان حمد، ولا عند عموتة أو السلامي، ليُفضَّل اسم على اسم. هؤلاء شقّوا طريقهم بعرقهم، بموهبتهم، وبإصرار لا يعرف أبواب المكاتب ولا موائد النفوذ. لم يسكنوا عمّان الغربية، ولم يولدوا في الأحياء المترفة، لكن حين احتاجهم الوطن كانوا الوزراء الحقيقيين، والسفراء الحقيقيين، والموظفين الحقيقيين حين لم يستطع بعضهم ان يشغل وظيفة عامة، مع انهم حملوا للوطن الاسم والرسم للعالم، وصاروا نجوما حقيقيين.

وحين جاء وقت الفرح، اكتشفنا مفارقة موجعة، لم نرَ وزراء سابقين ولا مستوزرين ولا أمناء عامين، ولا أعيانًا ولا نوابًا — سابقين أو حاليين — بين الجمهور، ولم تمتلئ صفحات معظمهم حتى بذكر ما يحققه المنتخب في قطر. كأن الإنجاز لا يعنيهم، وكأن الفرح الوطني شأنٌ عابر. نعم، التحية لجلالة الملك، ولسمو ولي العهد، وللأمير هاشم، وللأمير علي ولللخيرة من الذين حضروا ودعموا النشامى ؛ كانوا حيث يجب أن يكونوا، بين اللاعبين على المدرجات وفي غرف الملابس وفي المشفى الذي ذهب اليه يزن حيث يعالج من إصابته، . لكننا كنا نتمنى أن نرى من تولّى مواقع القرار حاضرًا، لا متفرجًا صامتًا .

أما الإعلام، فالقصة أعمق وأخطر. وجدنا من كان يطبّل ويزمّر وينافق حين لا كلفة للموقف، ثم حين صار لزامًا الوقوف خلف المنتخب، انكشف القناع، وذهب بعضهم إلى أبعد مما توقعنا، فشجّع خصوم النشامى. نحن نعشق العروبة، ونعتز بأمتنا العربية، لكن حين يتعلق الأمر بمنتخبنا، فالصراحة واجبة، الوقوف خلف النشامى ليس تفضيلًا، بل موقف. والحياد هنا خيانة للمعنى، لا فضيلة.

الإنجاز في الأردن لا يُصنع في الصالونات، بل في الأزقة والحقول والملاعب الترابية والحارات. يُصنع بأقدام متعبة وقلوب صافية، وبشباب آمنوا أن الوطن يستحق أن يُفرَح به. ومن لا يستطيع أن يقولها واضحة، «أنا مع منتخب بلدي»، فالأجدر به أن يصمت.

خلف النشامى نقف، بلا تردّد ولا تبرير. فهذا الشعار، حين يُقال بصدق، هو أعلى أشكال محبة للوطن، وحينما يتعلق الامر بالوطن فهو غزية التي إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشدُ.

شكرا لكل الذين صنعوا فرحتنا داخل الملعب وشكرا لجمال السلامي الذي بكى حبا لمنتخبنا فرحا وبكى على يزن نعيمات الذي خرج مصابا، وننتظر منتخبنا مع المغرب الشقيق ومع منتخبات المقدمة في كأس العالم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :