facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف تحبك رواية سوبرمانية؟


21-05-2011 04:48 AM

طالما حدّثنا صديقنا محمد الخطايبة عن عبد القادر، الشخصية الفولكلورية في قريته الشمالية الوادعة، ويبدو أنه سمّي كذلك لأنه كان قادراً على حبك روايات وحكايات يتسلّى فيها الناس، قبل أن تأتي الفضائيات والأفلام والكومبيوتر ووسائل قتل الوقت الجديدة.

من حبكات عبد القادر، مثلاً، أن زوجته الحامل توحّمت على لحم طير، فخرج بخنجره إلى البرية باحثاً، وبعد جهد جهيد وجد نسراً، فهجم عليه وأمسكه من رجليه، ولكن النسر اللعين طار بعبد القادر إلى إرتفاعات شاهقة، حتى أن إربد بدت لصاحبنا بحجم قرش، وتعلّم الحكواتي كيف يوجّه النسر كطائرة من الشدّ على رجله اليسرى فيتحول إلى اليمين، والعكس صحيح، فقاده إلى فلسطين، وسوريا، وحين أراد العودة غزّ عبد القادر خنجره بالنسر لتسيل دماؤه ويبدأ بالهبوط التدريجي، وظلّ يقوده بمهارة فائقة حتى حطّ على سطح البيت، فقدمه للزوجة وجبة لذيذة!

محمد حدّثنا عن عشرات الحبكات الروائية العبد قادرية، وتصلح لضمّها في كتاب مسلّ، وهي تصلح أيضاً لتعليم من أراد أن يحبك رواية بأصول الحبك، فليس من السهل أن تؤلف رواية يصدقها القارئ، ويقتنع بحقيقيتها، إذا لم تكن تمتلك ملكة وموهبة ربط الأحداث، وتشبيك العلاقات، وخلطها بالغموض والمفاجآت.

ومقابل مهنية عبد القادر، أتذكر سذاجة حبكات تاريخية معروفة، فبعد أحداث إنتفاضة الخبز المصرية، قدّمت مباحث أمن الدولة المتهمين للمحاكمة، بفبركة واضحة، وكان هناك شاهد تكرّر في محاكمات عديدة يناقض أقواله بحيث شهد على كثيرين بأنه شاهدهم يخربون، في الوقت نفسه وفي أماكن متباعدة، فتوجّه المحامي المفكر عصمت سيف الدولة للقاضي بالقول: سعادتك، هل نحن أمام شاهد أم سوبرمان؟

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولأصحاب الحبكات الروائية الساذجة.

(الدستور)





  • 1 21-05-2011 | 07:14 AM

    مثل قصة ....

  • 2 بنت الشوبك الابية 21-05-2011 | 01:49 PM

    رسالة رائعةاشكرك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :