facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زيحه .. زيحه


د. صبري ربيحات
05-12-2024 04:26 PM

هذه الكلمة نستخدمها في حالة مصادفتنا لحجر على سطح أرض نقوم بتعزيلها او في وسط الشارع الذي نمر به وتسلكه السيارات او عقبة تعيق حركتنا اما ان تقال لانسان فلها من المعاني والدلالات الكثير ليس اقلها ان الانسان الذي أمامك يشكل عقبة او عائق او غير مرغوب فيه او انه اقل مكانة ومنزلة منك.. ومخاطبة طرف اخر ليقوم بفعل الازاحة امر يضيف لرمزية هذه المفردة الثقيلة الكثير.

اقل ما يمكن ان يقال ان من يطلب الازاحة يترفع عن مخاطبة الشخص المعني او انه لا يريد أن يخاطبه مباشرة او انه وصل لحالة لا يريد أن يقوم بالفعل المراد وينتدب احدا للقيام به نيابة عنه.

في ادبيات العمل البرلماني يخاطب النواب بعضهم باستخدام الالقاب المتعارف عليها وقبل نطق الاسم فنقول سعادة النائب فلان الفلاني او سعادة الدكتور السيد..

وكل ذلك من اجل تخفيف حدة الاحتكاك اذا ما حصل اختلاف وللابقاء على روح الزمالة والتأكيد على ان جميع النواب متساوون في المكانة والسلطة والتأثير فلا يوجد نائب ديلوكس ولا نائب تجاري.

زيحه او أزحه مفردة ثقيلة على السامع وعلى المقصود بها فهي تحول المقصود الى مفعول به وتسلبه مكانة الفاعل كما انها مفردة لا تليق بالمكان ولا بالمخاطب ولا بالسامع خصوصا وانا سعادة القائل شخص ذو خبرة جرى اصطفاءه للدور من بين كل رفاقه كما تم في الدورات السابقة وقدم لجميع رفاقه بأنه شخص هادىء ومتزن ويملك خبرة تؤهله ليتكلم باسم الزملاء.

اليوم يضاف الى قاموسنا السياسي مصطلح جديد وببصمة رئيس مجلس النواب الموقر. لا اعرف من المخاطب المكلف بفعل الازاحة ولا ادري كيف سيقوم بازاحته؟ ولا الى أين؟

لكني اعرف ان المفردة التي قالها رئيس مجلس النواب لا تزال ترن في راسي ليس لأنها لا تقال بل للطريقة التي قيلت فيها والموقف الذي كنا نشاهده باهتمام وكونها قيلت لزميل احبه الناس وانتخبوه ووضعوا ثقتهم فيه.

ازعجتني المفردة وسماعها وتمنيت لو انها لم تصدر عن نائب مخضرم يجلس على كرسي الرئاسة حتى وان تجاوز سعادة النائب الوقت المعطى له. لرئاسة المجلس كامل الحق في تطبيق النظام الداخلي ففيه حفاظ على مؤسسية المجلس وابتعاد عن استخدام بعض الايماءات مادة للتأويل.

نعم لقد اغاظني سماع المفردة كثيرا ليس فقط لاني اراقب مسيرة التحديث السياسي في بلد يسير على حد السيف بل لاني لا اريد ان ارانا منشغلين في قصص تصرف اهتمامنا عن حماية بلد وتراب يحوي رفاة العشرات من اجدادنا الذين رحلوا وما باهوا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :