facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من المنتصر؟


م. بسام ابو النصر
21-01-2025 12:01 PM

هناك نقاش يدور في الصالونات والدواوين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حول ما حصل في غزة أخيرا ومختصر السؤال الدائر، من هو المنتصر؟

منذ عام 1948 وما بعدها من جروب مع العدو المحتل كان هناك عدو مدعوم من قوى دولية وكان هناك خذلان من جهات مختلفة، وكانت هناك مقاومة، وقد نقل العدو المعركة في كل مرة خارج اراضيه، وبعيدا عما يسمى مواطني دولة (إسرائيل)، وكان العدو في كل مرة يفرض شروطه على مجموعة الدول التي يحاربها او التي تقف بمعاداته بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول وتقف شعوب كثيرة بمناصرة هذا العدو بالعتاد والعدة، وكنا نسمع مهرجانات لجمع التبرعات لدعم هذا الكيان بحجة ان هناك بحر عربي يريد ان يقتلع هذا الكيان من مكانه، وعند تحول الجانب العربي الى إقامة السلم مع هذا الكيان ما بعد اوسلو وما قبلها وما بعدها، تلكأ هذا العدو وتحول الى قضم الارض والتراجع عن حل الدولتين بل وقاموا بقتل رابين الذي كان يميل الى صلح على اساس حل الدولتين حتى ضاقت صدور الرجال، ولما لم تضق ارض فلسطين برجالها واهلها، ضاقت أخلاق الرجال، واختلف المقاومون على وسيلة الخلاص، وتفرقت الفصائل فظهر هناك اجتهاد المقاومة المسلحة التي تراجع عنها المقاومون على اساس غصن الزيتون الذي لم يتجاوب معه المحتلون، ولما خرجت الدول بفعل الضغوط الدولية من حلبة الصراع، ظهر المقاومون بصفة مختلفة، رجال يقاوموا بلا ارض ليسترجعوا الارض التي أُحتلت منهم، ويستعيدوا الحق المسلوب.

وكانت انتفاضات المقاومين تحت مسميات مختلفة وبدأت الارض الفلسطينية تلد اطفالا يحملون الحجارة ويلقوها على مستوطنين يحتلون الارض والبيوت ويدعون انها ارض الميعاد وحوصرت غزة عندما رفضت ان تُبادل الغصن بنار العدو، واستعد المقاومون لاستعادة البندقية، وتخندقوا ليحاربوا ويكسروا شكيمة العدو المتخندق خلف البوارج الامريكية والطائرات الامريكية والدبابات الامريكية، واستطاعت هذه الثلة ان تصمد رغم حجم الخسارة الكبيرة التي لحقت بغزة واهلها، عشرات الالاف من الشهداء ومزيد من الخسائر في العتاد والعدة والارض التي احترقت، والابنية التي تهدمت، ولكن المقاومون صمدوا رغم كل ما اصابهم، وأصاب قياداتهم، وصلت صواريخهم الى تل ابيب ومدن الاحتلال، ومستوطناتهم، وتضررت البنى التحتية للاحتلال ، وانتقل القتال الى ارض العدو ولم يحقق قادة العدو شروطهم في الحرب، واستطاع المقاومون ان يستعيدوا بعض الاسرى القدامى مقابل ما استطاعوا ان يقوموا باسرهم من جنود ومستوطنين، خلال حرب طوفان الاقصى.

من المنتصر اذن؟

دولة الاحتلال خسرت المليارات ثمنا للقنابل والصواريخ والطائرات المسيرة والدبابات، غير القتلى من جنودها، وخسرت العقيدة القتالية التي علمتها لجنودها حيث شهد هؤلاء الجنود دموية نظامهم بشكل علني ، وخسرت وقوف الشعوب التي كانت تتبرع لدعمهم في كل حروبهم وشهدنا مظاهرات في واشنطون ولندن وباريس بالعلم الفلسطيني والشماغ الفلسطيني وشهدنا تحول الكثير من القادة والدول والنخب مع الحق الذي كان قبل اشهر يتم حسابه على انه في مساحات التطرف، انتهت الحرب ولم تحقق دولة الاحتلال اهدافها جميعها مع انها تسيطر على البر والبحر والجو، بفعل الدعم الغربي والخذلان الذي كان يأتي من ذوي القربى، ولم تنتهي المقاومة، بالعكس تكاثرت وظهرت أجمل اشكالها في ساحات غزة في اليوم الذي تم تسليم اول دفعة من اسرى الاحتلال.

دولة الاحتلال ومن وراءها من دول ومواقع عملاقة، كهذا الموقع الذي نكتب من خلاله، وشركات عابرة للقارات يتم مقاطعتها من مسلمين ومسيحين ويهود، ويقف مع فلسطين مسيحيين ويهود شجعان ، وعند وقوف دول اوروبية وجنوب افريقيا مع الحق الفلسطيني في محكمة العدل الدولية، والحكم ضد نتن ياهو و زمرة من زبانية الحرب عنده في المحكمة الجنائية الدولية، وعند اعتقال اي جندي من جيش هذا الاحتلال بسبب الحكم الذي صدر من المحكمتين، وينقسم مجتمع الاحتلال نتيجة الاختلاف على تعريف النصر، وفعلا لم نرى في ساحات هذا الكيان احتفالات بالنصر بينما شاهدنا الاحتفاء بالنصر في ساحات غزة والعواصم التي وقفت مع الحق الفلسطيني رغم انف العدو ومن يقف معه من دول ومتخاذلين وناعقين وشركات ستعرف لاحقًا ان الحق سيمحق الباطل مهما علا نعيقهم، والنصر للشهداء ومن ورثهم، والذين ولدوا زمن الحرب زادوا عمن استشهدوا واصيبوا، انتصرنا وستعود فلسطين مهما تغطرس العداة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :