facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خليها علينا ..


د. صبري ربيحات
22-01-2025 06:55 PM

في المعاملات التجارية وكلما التقى الاردنيون نسمع الكثير من العبارات التي لا نعرف اذا ما كان قائلوها يقصدون ما قالوا ام انهم يحاولون الظهور بمظهر الكرم واللطف وحسن الخلق.

العبارات التي نسمعها تأتي على هيئة "اهلا سيدي " او اذا ما ناديت احد إجابك بصوت ودود " سيدي" واخرى مثل "خليها علينا " او " ما عليك زود " او " بنتعلم منك" ..

سماع هذه التعبيرات يدفعنا للتفكير حول اذا ما كان من يستخدمها يعي ما يقول . ام انها مجرد تعبيرات نطلقها ولا نعي مقاصدها.

بالامس ذهب احد الاشخاص ليتسلم الجهاز الذي كان قد ارسله الى ورشة التصليح ولما جاء دور دفع الأجرة والتي تعادل قيمتها ما يقارب العشرين دينارا (اعلى مما يمكن ان يحصل عليه المستخدم في يوم عمل) قال المحاسب لصاحب الجهاز فيما يشبه المجاملة " خليها علينا " دون أن يدرك ان الزبون سيفهمها على غير ما كان يقصد .
لقد جاء رد الزبون صادما فقد أجاب " شكرا لك ،بس المرة الجاية ما راح اقبل وراح ادفع " . لا اظن ان المحاسب في مركز الصيانة توقع مثل هذه الإجابة ولا كان مهيئا للتعامل مع الموقف فقد تغيرت اسارير وجهه وتمتم "ولا يهمك المحل محلك ".

هذا الموقف ليس الوحيد الذي نمر به نتيجة للتباين بين ما نقول وما نقصد ولبعدنا عن نمط الحياة التي كان الناس يقدمون فيها لبعضهم البعض وهم يعلمون ان كل شيء في مكانه وله مردوده ووظيفته وقيمته.

في مجتمعات البادية والقرى يقدم الناس اشياء كثيرة لاقرباءهم وأبناء مجتمعاتهم واحياءهم ويعرفون جيدا ان لهذه المجتمعات عيون والسنة و ذاكرة ترصد كل أفعال الخير وتنشر أخبارها في داخل المجتمع.

ونعرف ان البعض اعتاد على القيام بذلك لوفرة ما لديه او لاعتباره ذلك استثمارا في سمعته والتي غالبا ما يكافئه المجتمع عليها بمنحه الاعتراف بالمكانه ومنحه الدور واكسابه السمعه التي تتماشى مع حجم ما يقدمه الفرد لمجتمعه.

في مجتمعات المدن التي تقسم فيها الادوار وتحدد الأجور ويتخصص الاعضاء في جوانب مختلفة من الإنتاج والخدمة يوجد لكل عمل اجرة ولكل سلعة ثمن ولكل عامل اجر ولكل جانب من الحياة تكلفة . من غير المجدي لاي فرد ان يتنازل عن المكافئة التي يحصلها من عمله لأن جهده محسوب وتكاليف معيشته مرتبطة بما يحصله من مال وتتاثر باي نقص فيما يحصل عليه.

حتى الشكر لا يعوض الفرد عن جهده فمع وجود المال لا يمكن للشكر ان يحل محل تلاجر المادي الضروري لحياة الفرد ورفاهه.

ما حصل لصديقنا الفني في روشة تصليح الاجهزة يحصل مع الجميع وفي كثير من المواقف . كثيرا ما اصادف من يقول لي خليها علينا في الملحمة وفي التاكسي وفي محل الأدوات المنزلية وفي المقهى الذي العب فيه الورق
.
في ٩٠% من الحالات لا يعني من يقول العبارة ما يقول، وهو يفترض انها عبارة او جملة عابرة لا تشير الى المعنى الذي يفهم منها . والبعض لا يخطر له إمكانية اخذ القول على محمل الجد . وفي حالات كثيرة لا يسمع القائل ولا من وجه له العرض مايقال.

في الثقافة الغربية قبل كل الاشخاص الذين قلت لهم خليها علينا العرض " It's on me " او I'll take care of it" وكل ما قالوه لي Oh that is nice of you او thank you . واحيانا قال بعضهم !Really .

بعض الذين يسرفون في استخدام خليها علينا طيبون للغاية ..وبعضهم حذقون حد الدهاء.. في احدى محلات بيع الملابس يلاحقك بعض وكلاء التسويق من زاوية الى اخرى ويعرض لك عشرات القطع وكلما سألته عن ثمن قطعه إجابة " يا عيب الشوم..محلك " وعندما تختار ما تريد واقترب من المحاسبة يكون قد اوصلك للحالة التي توهمك بأنك صاحب محل . خيبة الامل تأتي عندما تطرق اله الحساب جرسها الاخير وتصدر الفاتورة فتجد الرقم أعلى ب ٥٠% عن ما اعتقدت انه سيكون وكا ن صاحبنا قد خلع كل الطبع عن المشتريات وهيئها لك لتتناولها . هنا لا انت قادر على التراجع زلا انت قادر على استخدام الصفة التي منحك اياها " انت صاحب محل "...

هناك حاجة الى التوعية في كثير من الممارسات المربكة والتجسير بين القول والفعل والحد من هيمنة الفذلكة والاستعباط على جوانب علاقاتنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :