facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عفوا سيادة الرئيس


د. صبري ربيحات
26-01-2025 02:10 PM

ترامب الذي يمثل الوجه الاقتصادي للرأسمالية في ابشع تجلياتها يأمر هنا ويعربد هناك بشكل يفزع ضعاف القلوب وكل الفاسدين على هذا الجزء من الكوكب .

الاملاءات التي طرحها على بعض البلدان تذكرنا بما كان يقوم به البيض في القارة الامريكية وما قام به الانجليز عند دخولهم كمستعمرين للهند وجنوب أفريقيا والمستعمرات وما يقوم به الفرسان في القرى ايام العثمانيين والانجليز .

الرأسمالية الغربية لا ترى الإنسان خارج انظمتها كأنسان مساو لابناء الانظمة الاستعمارية فهو كائن غريب قليل الفهم محدود القدرات لديه موارد لا يستحق الانتفاع بها لذا وجب ابعاده عنها لانهم هم الاجدر باستغلالها والانتفاع بها.

ما يفكر به الملياردير والتايكون العقاري دونالد ترامب اليوم من تهجير للغزيين فكر عنصري فيه من التعدي والعجرفة والاستخدام والتجاهل ما يتجاوز في بشاعته كل ما قام به بايدن وفريقه الصهيوني طوال اشهر الحرب والدمار الذي ازهق أرواح عشرات الالاف ودمر البنى التحتية على مرأى من القيادات والشعوب العربية التي اكتفت بتصريحات ا الاستنكار وبيانات الشجب والإدانة .

من الواضح للجميع ان الرئيس المولع برياضة المصارعة لا يرى في العالم العربي اكثر من حلبة مصارعة مذهبة يمكن ان يحقق عليها انتصارات تغذي الصورة الذهنية التي صنعها لنفسة كمخلص للعالم والاقتصاد الامريكي المتهالك .

على حلبة الشرق الاوسط يظن ترامب انه اللاعب الوحيد الذي يأمر هذا ويخيف ذاك فالشعوب نائمة ولا تنظيمات يمكن ان تحرك الشارع وما عليه الا الدخول إلى نادي الحكام فيستعراض قوته وجبروته وقد لا يضطر لإجراء اي منازلة حتى وان كانت صورية فهو يحقق وبلا جهد انتصارات تفوق توقعات الجميع فيخيف العالم ويعيش هستيريا العظمة التي تملكت تفكيره ووجدانه .

الامة العربية لم تعد موجودة الى في اشعار شوقي وحافظ إبراهيم وخطابات عبدالناصر ولم يعد المواطن العربي يعرف اذا ما بقي من الهوية ما يمكن التمسك به بعدما تخلى من علقنا عليهم الامال كامناء على الفكر وحراسا للهوية..

الطلب الى الاردن ومصر استقبال المزيد من الغزين طلب مهين فيه من العجرفة والجهل الكثير . فالغزيين ليسوا خرافا ليجري جلبها من غزة الى عمان او الى سيناء .ولم يقم هؤلاء الابطال بما قاموا به لاستمالة عطف ترامب ولا لتغيير ارادة مصر التي رفضت طوال الأشهر التي مضت من ان تقبل بعار المشاركة في تهجير الفلسطينين.

نعرف ويعرف العالم ان لدى أمريكا من القوة والنفوذ والارادة ما يكفي لاحداث تغيير هنا وتبديل هناك لكننا نعرف وبما لا يدع مجالات للشك ان لدى الغزيين من الصلابة والعزة والكبرياء ما يكفي لاسقاط اي مخطط عبثي يأتي على لسان تاجر اعتاد على فرض صفقاته على امم تائهة فقدت توازنها وهويتها وبوصلتها وارتباطاتها.

لقد نسي ترامب ان الاردن في قلب القضية وليس جارا لها فهي قضيته الأولى التي لا تقبل لها إلا حلا عادلا يحافظ على حقوق اهلها ويمنع التفريط بذرة من ترابها الطهور . لقد وقفت القيادة الاردنية موقفا صلبا من اعترافات ترامب السابقة بالقدس كعاصمة أبدية للكيان وسيقف موقفا اكثر صلابة من الدعوة لاستسلام شعب دفع كل هذه التضحيات.

صحيح ان الرئيس المنتخب يرى نفسه قادرا على تغيير وجه العالم وهو يعيش نشوة أبطال مارثونات السباق باعتباره اجتاز كل العقبات الصعبة التي وضعت في سبيل ترشحه فقد جوبه بالمحاكمة واتهم بالتهرب الضريبي وحرض على العصيان واتهم بانه عبث بالنظام الديمقراطي لكن الجميع يعرف انه ما كان ليفوز لولا ضعف الادارة السابقة وحالة الفوضى واللايقين التي سيطرت على الحزب الديمقراطي خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة .

لا اعرف الرد الرسمي على ما قاله ترامب لكني اعرف جيدا ان الشارع الاردني لا يتوحد على قضية اكثر مما يوحده الإيمان بعدالة القضية والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :