facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يُغيّر "الذئب" قوانين اللعبة


د. صالح سليم الحموري
04-02-2025 10:42 PM

هل يشكل إطلاق برنامج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، العملاق القادم من الصين، نقطة تحول في عالم الذكاء الاصطناعي؟ وهل يمكن اعتباره بداية النهاية لهيمنة الشركات الأمريكية على هذا المجال؟

لطالما كانت السيطرة على الذكاء الاصطناعي امتيازًا حصريًا للشركات الأمريكية، مثل OpenAI، Google، وMeta، حيث بُنيت السردية السائدة على أن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات في أشباه الموصلات فائقة التطور، إضافة إلى كميات هائلة من البيانات وقدرات حوسبية خارقة.

لكن جاء "الذيب"، والمقصود "ديب سيك"، ليعضّ على هذه القاعدة حتى تهاوت تمامًا! (عندما ينقضّ الذئب، لا يحتاج إلى صراخ، يكفي أن ترى ظله ليعرف الجميع أن اللعبة قد تغيرت) وعلى غرار المثل القائل "انتخيك ولا انتخي الذيب"، يطرح السؤال نفسه بقوة: هل انتخينا " أوبن إيه آي" واعتبرناها الخيار الوحيد؟ أم أننا كنّا مخدوعين طوال الوقت.
ها هو "الذيب الصيني " يدخل الساحة "يتمختر"، ولا ليطلب الإذن، بل ليثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس امتيازًا أمريكيًا، وأنه يمكن أن يكون متاحًا للجميع، بميزانيات معقولة، وبدون الحاجة إلى معالجات خارقة تدّعي الشركات الكبرى أنها ضرورية.

الواقع أن "ديب سيك" لم يأتِ فقط كمنافس جديد، بل جاء لينسف المبررات القديمة التي كانت تحصر هذا المجال في أيدي عدد قليل من الشركات الكبرى. وعلى عكس السردية السائدة، لم يعتمد "ديب سيك" على أشباه موصلات متطورة أو تقنيات مكلفة، بل استطاع أن يحقق أداءً استثنائيًا باستخدام موارد أكثر تواضعًا.
وهذا يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية:

هل كانت الحاجة إلى معالجات متطورة مجرد ذريعة لتعزيز الاحتكار؟

هل بالغت الشركات الكبرى في تعقيد الصورة لتبرير استحواذها على السوق؟

هل أصبح بإمكان أي دولة أو شركة مستقلة الدخول إلى هذا المجال دون الحاجة إلى موازنات ضخمة؟

ان إطلاق نموذج مفتوح المصدر بحجم "ديب سيك " يعني أن اللعبة قد تغيرت بالكامل. لم يعد تطوير الذكاء الاصطناعي عالي المستوى امتيازًا أمريكيًا، بل أصبح بإمكان اللاعبين الجدد الدخول بقوة إلى الساحة، ومن أبرز تداعيات ذلك:

1.تحرير الذكاء الاصطناعي من قبضة الشركات الكبرى


أصبح المجال مفتوحًا للجميع، مما يحد من احتكار الشركات الأمريكية الكبرى.

2.تعزيز المنافسة العالمية

دخول الصين بقوة إلى هذا المجال قد يدفع بمزيد من الدول والشركات إلى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى التكنولوجيا الغربية.
3.تخفيض تكلفة التطوير

إذا كان بالإمكان تطوير نماذج قوية دون الحاجة إلى بنية تحتية فائقة، فهذا يعني أن الدول النامية والشركات الناشئة أصبحت قادرة على إنتاج نماذج ذكاء اصطناعي محلية.
4.إعادة صياغة قواعد الابتكار

oالتركيز لم يعد على الأجهزة (هاردوير) المكلفة، بل على الخوارزميات وتحسين البيانات، مما يفتح المجال لمنافسة أكثر عدالة وابتكارًا.

ما حدث مع إطلاق الشركات المتخصصة في توليد الصور قبل سنوات كان مؤشرًا على أن الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر قد يكون أقوى من الحلول المغلقة، واليوم، مع إطلاق "ديب سيك" وحديثًا "كوين" الصيني أيضًا، يبدو أننا أمام لحظة تحول كبرى في مجال النماذج اللغوية التوليدية.

لكن يبقى السؤال الأهم:
هل ستسمح الشركات المهيمنة بهذه التغييرات؟

هل سنشهد محاولات لتقييد أو احتواء هذه النماذج، سواء عبر التشريعات القانونية أو الضغوط السياسية؟

ما هو مؤكد أن التنين الصيني قد استيقظ من سباته، و"ديب سيك" لم يكلف نفسه حتى عناء طرق الباب، بل خلعه بركلة واحدة ودخل كأنه صاحب الدار! معلناً بداية مرحلة جديدة، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي "إقطاعية حصرية " للنخبة التقنية الأمريكية، بل أصبح ميدانًا مفتوحًا لكل من يملك الجرأة والشجاعة لانتزاع مكانه في اللعبة.
قد لا تكون هذه نهاية الإمبراطورية التقنية الأمريكية بعد، لكنها بلا شك بداية نهاية احتكارها، فالمنافسة لم تعد على من يملك المال فقط، بل على من يملك الرؤية والذكاء في استغلال الموارد.

طيب، لماذا لا ننتخي "الذيب" نحن أيضًا؟

إذا كان "الذيب" الصيني فعلها، فلماذا لا نفكر في "الأردن" بامتلاك محرك ذكاء اصطناعي خاص بنا؟ ويكون لانا السيادة عليه" إذا كانت التكلفة حوالي 6 ملايين دولار فقط، فهل نحن ممنوعون من التفكير الكبير؟ أم أن العائق ليس في الموارد، بل في الجرأة على الحلم؟
والسؤال الأهم الآن: هل ستنتخي "الذئب ديب سيك"؟ أم أنك ستنتخي "أوبن إيه آي"؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :