facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دبلوماسية ملكية في مواجهة رعونة ترامب: حكمة في قلب العاصفة


أ.د تركي الفواز
12-02-2025 12:30 PM

في اللقاء الذي جرى يوم أمس بين الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجلت الدبلوماسية الملكية في أسمى صورها، في وقت كانت فيه الأجواء مشحونة بالضغوطات السياسية والاستفزازات، قدم الملك نموذجًا حيًا في كيفية التعامل مع التحديات الدولية بذكاء وحكمة، مما أظهر الفرق الكبير بين أسلوبه الدبلوماسي وأسلوب ترامب الاستفزازي، وبالرغم من التوترات التي شابت اللقاء، حافظ الملك على ثباته، مؤكّدًا على أن مصلحة بلاده هي الأولوية في جميع المواقف، الملك عبدالله الثاني، الذي اعتاد أن يكون رمزًا للحكمة في السياسة الدولية، تعامل مع اللقاء بروح من الهدوء والتعقل، في حين أن ترامب، الذي يمتاز بأسلوبه المباشر والمثير للجدل، حاول دفع الأمور في اتجاهات معينة تتعلق بمقترحات أثارت الكثير من الجدل، كان الملك عبدالله الثاني هو النموذج المثالي في الدبلوماسية الهادئة، فقد نجح الملك في توجيه الحوار نحو القضايا ذات الأولوية للمملكة الأردنية الهاشمية، مثل الأمن الإقليمي، والوضع الفلسطيني، وهي القضايا التي لا يمكن المساومة عليها في المواقف السياسية الحساسة.

في هذه اللحظات المشحونة بالضغوط والتوتر، لم يسمح الملك عبدالله الثاني لأي استفزازات أن تؤثر على مواقفه أو تزعزع من ثباته، بل إنه نجح في إبراز دبلوماسيته الهادئة والموزونة التي اعتمدها في التعامل مع المواقف الصعبة، بعيدًا عن الانجرار وراء التصريحات المثيرة، من بين النقاط الجوهرية في اللقاء كان رد الملك على مقترح ترامب بشأن تخصيص قطعة من الأرض يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون في الأردن. لقد قال الملك بوضوح: "عليّ أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي"، في تأكيد قوي على أن مصلحة الأردن هي الأسمى والأهم، وأنه لن يتخلى عن حقوق الفلسطينيين أو أي جانب من مصلحة بلاده مهما كانت الضغوطات.

إن الدبلوماسية التي أظهرها الملك عبدالله الثاني في هذا اللقاء ليست فقط علامة على القيادة الحكيمة، بل تمثل أيضًا نموذجًا عالميًا في كيفية الحفاظ على المواقف الوطنية الثابتة في ظل الضغوط الخارجية، فبينما كانت سياسات ترامب تميل أحيانًا إلى الخروج عن المسار التقليدي، تمكّن الملك من التمسك بمبادئه الثابتة دون التفريط أو التنازل، وهذا ما جعل موقف الأردن في هذا اللقاء مثالًا على التوازن بين الحفاظ على المصالح الوطنية والتمسك بالقيم الإنسانية الأساسية التي يدافع عنها الملك دومًا، وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب يتبنى سياسة خارجية قد تتسم بالحذر أحيانًا، فإن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط غالبًا ما تكون مليئة بالتعقيدات والضغوطات، إلا أن الملك عبدالله الثاني كان قادرًا على تحويل هذا اللقاء إلى فرصة لتعزيز العلاقات بين الأردن والولايات المتحدة، من خلال التأكيد على ضرورة التعاون المشترك في القضايا التي تهم المنطقة بأسرها. وبذلك، تمكن من نقل الرسالة بأن الأردن يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، دون أن يتخلى عن ثوابته الوطنية.

فقد كان اللقاء مع الرئيس الأمريكي يوم أمس مثالًا آخر على قدرة الملك عبدالله الثاني على التعامل مع التحديات الدولية بحنكة وحكمة، مما يبرهن مرة أخرى أن الدبلوماسية الأردنية تحت قيادته هي الأساس في مواجهة الأزمات، لقد تمكن الملك من الحفاظ على توازن دقيق في قلب العاصفة السياسية، وحافظ على موقف الاردن في السياسة العالمية من خلال الحوار الحكيم والمواقف الثابتة من خلال إجابته الحازمة "عليّ أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي"، فقد أكد الملك عبدالله الثاني مجددًا التزامه الثابت بمصلحة وطنه، رافضًا التنازل عن أي مواقف تمس حقوق الأردن وفلسطين، ان هذه الحكمة التي أظهرها الملك تعكس تاريخه الطويل في القيادة التي لا تتزحزح عن مبادئها، مما يرسخ دوره كقائد محوري في المنطقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :