مشهد حافل بالرسائل السياسية والإعلاميةسامي شريم
12-02-2025 03:46 PM
المؤتمر الصحفي بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان مشهدا حافلا بالرسائل السياسية والإعلامية حيث بدا واضحا أن هناك فارقا جوهريا بين منطق كل منهما في إدارة الموقف.. جلالة الملك كما هو معتاد كان هادئا متزنا ويعتمد على الدبلوماسية الذكية لنقل القضايا العربية إلى الواجهة بينما ظهر ترامب بأسلوبه الحاد المثير للجدل والمشحون بالمواجهة المباشرة مع الإعلام الأمريكي فكان منطق جلالة الملك الدبلوماسية الهادئة والاستيعاب الكامل فقد اظهر جلالة الملك ذكاء سياسيا في تعامله مع ترامب حيث لم يدخل معه في صدام بل تبنى نهجا استراتيجيا جعله في موقع صاحب الرؤية الواسعة الذي يخاطب المجتمع الدولي والعالم العربي معا لم يكن جلالة الملك في موقف دفاعي ولم ينجر إلى الاستفزاز أو الجدل الحاد بل ركز على تقديم القضية العربية وإعادة توجيه النقاش نحو المصالح الإقليمية بوضوح وهدوء بهذه الطريقة استطاع أن يجعل العالم العربي جزءا من الحل بدلا من أن يكون متفرجا أو تابعا بعكس منطق ترامب المواجهة والحدة كانتا السمة الغالبة ترامب كما هو متوقع كان في مواجهة مباشرة مع الإعلام الأمريكي الذي كان واضحا أنه يتعامل معه بعدائية كل الأسئلة التي وجهت له كانت هجومية أو استفزازية مما جعله يتبنى موقفا دفاعيا حادا رغم ما عرف عن ترامب أسلوبه المباشر والقتالي ولذلك لم يكن مستعدا لإظهار أي تراجع أو تصالح مع الصحفيين ورغم أنه كان يحاول الظهور بموقف الواثق إلا أن الضغط الإعلامي كان واضحاً عليه حيث اضطر لمواجهة الشكوك المتزايدة حول سياساته ومواقفه والدليل الإعلام الأمريكي كمؤشر على التحشيد ضده ما كان لافتا في المؤتمر هو أن الإعلام الأمريكي لم يكن محايدا بل بدا وكأنه يعمل على تحشيد الرأي العام ضد ترامب لم تكن هناك أسئلة داعمة له بل كلها كانت إما شكا أو تشكيكا أو استجوابا حادا هذا المشهد يعكس بوضوح أن الإعلام الأمريكي لم يكن فقط في موقع الناقد بل ربما كان جزءا من حملة أوسع للتأثير على الرأي العام ضد ترامب وقد تجلت براعة الملك في تحويل القضية للحضن العربي جلالة الملك بذكائه السياسي لم يكتف بإدارة المؤتمر بمهارة بل استطاع أن ينقل القضية إلى الحضن العربي مما جعل النقاش يدور حول الحلول الإقليمية بدلا من التركيز على الجدل الأمريكي الداخلي لم يسمح بتحويل المؤتمر إلى صراع بين ترامب والإعلام بل وظف الحدث لصالح القضية العربية مع الحفاظ على علاقاته المتوازنة مع جميع الأطراف فكانت النتيجة مواقف متباينة بين الصدام والاستيعا وفي النهاية يظهر الفرق بين منطق القيادة الدبلوماسية الهادئة التي انتهجها جلالة الملك ومنطق المواجهة الحادة الذي تبناه ترامب الأول استطاع أن يستوعب الجميع والثاني كان في ٥مواجهة شرسة مع الإعلام هذا الحدث يعكس كيف أن الحكمة السياسية قد تكون أكثر تأثيرا من الصدام المباشر وهو درس في فن إدارة الأزمات. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة