عمون - يواجه تقليد تقديم الشوكولاتة في عيد الحب تهديدًا متزايدًا بسبب التغيرات المناخية التي جعلت زراعة الكاكاو أكثر صعوبة وكلفة. فقد كشف تقرير صادر عن منظمة Christian Aid أن التقلبات المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، ألحقت أضرارًا جسيمة بمحاصيل الكاكاو في دول غرب إفريقيا، ومنها غانا وكوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا، التي توفر نحو 70% من الإنتاج العالمي.

نتيجة لهذه الظروف القاسية، ارتفعت أسعار الكاكاو بنسبة 400%، ليصل سعر الطن إلى 12,218 دولارًا، بعد أن تسببت الفيضانات والجفاف في تدمير مزارع الكاكاو. وتحتاج أشجار الكاكاو إلى بيئة استوائية رطبة وأمطار وفيرة، مما يجعل إنتاجها متركزًا في مناطق معينة، أبرزها غانا وكوت ديفوار، اللتان تساهمان وحدهما بحوالي 58% من الإنتاج العالمي.

كما أضاف تغير المناخ ما لا يقل عن ثلاثة أسابيع من درجات الحرارة الشديدة (فوق 32 درجة مئوية) خلال موسم حصاد الكاكاو (أكتوبر-مارس) في غانا وكوت ديفوار، مما أثر سلبًا على جودة المحصول. وإلى جانب ذلك، أدت الأمطار الغزيرة في عام 2023 إلى تعفن المحاصيل، بينما تسبب الجفاف في 2024 في خسائر كبيرة أثرت على أكثر من مليون شخص في غانا.

بالإضافة إلى ذلك، تتعرض الملقحات الطبيعية التي تعتمد عليها أشجار الكاكاو للخطر بسبب التغيرات المناخية، ما يزيد من صعوبة الإنتاج. كما أن إزالة الغابات في المنطقة تسهم في تقليص المساحات الصالحة للزراعة.

يحذر التقرير من أن انخفاض إنتاج الكاكاو يتزامن مع ارتفاع الطلب العالمي على الشوكولاتة، والذي من المتوقع أن يصل إلى 145 مليار دولار بحلول عام 2030. ويشير إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري هي السبب الرئيسي لهذه الأزمة.

للتخفيف من التأثيرات السلبية، تدعو المنظمة إلى التحول إلى مصادر طاقة مستدامة مثل الطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة إلى تقديم الدعم لمزارعي الكاكاو لمساعدتهم على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.

"وكالات"