facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جبل القلعة .. الحوريِّة وحكاية الزمان


أ.د سلطان المعاني
16-02-2025 10:08 AM

فوق جبل القلعة في عمان، حيث تتلاقى أصداء التاريخ مع نبض الحاضر، يقف المكان شاهدًا على عظمة الحضارات التي مرت من هنا. ويروي الجبل قصصًا عن الأمم التي تركت بصماتها على صفحات الزمن، من الرومان والبيزنطيين إلى الأمويين والعباسيين. تتجسد فيه روح المدينة، تلك الحورية الأسطورية التي تحرس الجبل وتنثر السحر في كل زاوية.

مع كل شروق، تتجول الحورية بين الأطلال، تعانق الأعمدة الرومانية وتتمتم بصلوات قديمة عند معبد هرقل. تتنفس الحياة في الأحجار الصامتة، وتعيد للمكان روحه الغابرة.
تتبعها النساء التاريخيات، كل منهن تحمل قصة، تحلقن كأرواح الأساطير فوق الأرض التي شهدت على عظمة الأجداد. تتسلل الأسرار من بين الشقوق، تهمس بها الحورية للرياح، وتنقلها إلى الأجيال القادمة. تجلس على عرشها المطل على عمان الحديثة، تراقب كيف تعانق المدينة تاريخها العريق، وكيف تتعايش الأبراج الشاهقة مع الأطلال القديمة في تناغم يخلد الزمن. وعندما تحل الليلة، تتزين الحورية بثوب من نجوم السماء، ترقص مع سيدات القلعة على أنغام الأمس التي لا تزال تتردد في الأفق. تنسج الخيال والواقع معًا في رقصة تتوارثها الأجيال، وتحكي عن مكان لا يفرق بين الأسطورة والتاريخ. جبل القلعة، بكل ما يحمل من أسرار وحكايات، يظل رمزًا للعظمة التي لا تزول. يعيد التاريخ نسج نفسه في كل لحظة، ويقف الجبل شامخًا، محتفظًا بكبريائه وسر عظمته الأبدية. هكذا تستمر الحكاية، وتبقى عمان، بجبلها العريق، ملتقى الأزمان ومهد الحضارات.

في قلب عمان، حيث تعانق السماء جبل القلعة، تسكن الحورية، رمز الجمال والأسطورة، تنثر السحر في كل زاوية وتنسج من الأحلام واقعًا يتجاوز حدود الزمان. هي الحارسة الأزلية، التي تحتضن أسرار الأرض وتروي للعالم قصص الحضارات العتيقة بصمتها الناطق. تتراقص على أنغام التاريخ، تعزف لحن الخلود على أوتار الوجود، وتشهد على مرور العصور بعينين ترى ما لا يُرى.

تتجول الحورية بين الأطلال، تلامس الأحجار، كل لمسة منها تبعث الحياة في ذكريات المكان، تعيد رسم ملامح الزمن بأناملها الشفافة. تحمل كل خطوة منها وزن الأزمنة، فهي الشاهدة على الأمس، الراوية لليوم، والمحتفية بالغد. تبث الروح في الحجارة، تحولها إلى ملاحم تروى، وتعيد كتابة النبوءات التي تنبأت بها الأرض.

تحت ضوء القمر، تتألق الحورية، تتزين النجوم لتعكس جمالها الأثيري، وتتحول عمان إلى لوحة فنية تحكي قصة الأناقة والتراث. تمزج الحورية بين عبق الماضي ونسيم الآتي، تخلق تناغمًا ساحرًا بين العراقة والحداثة، في مشهد يخطف الألباب ويسرق القلوب.

تقف سيدات التاريخ حولها، كأعمدة صامتة تحمل على أكتافها تاريخ عمان العريق. تتجول جواري الحورية بين الأبراج والمعابد، كأنهن يحملن حكايات الأجداد، تلك الحكايات التي نحتت في الحجارة وترددت في أصداء الجبل. وبذلك، يتحول جبل القلعة إلى ملتقى الأزمان، حيث تلتقي الأسطورة بالواقع، وتصبح الحورية شاعرة الأبدية، تنثر الحياة في كل زاوية، وتجسد حضور التاريخ في كل لحظة، معلنةً أن الجمال لا يزول، وأن الحكايات لا تموت، بل تتجدد مع كل شروق وكل غروب.

وعلى تعاقب الأزمان، حيث تتلاشى الحدود بين الأسطورة والواقع، تقف حورية القلعة، شامخةً على قمة جبل القلعة العريق. تحرس الزمن بصمت، وتنظر بعينين تعكسان الحكمة الأزلية إلى الأراضي التي تحتضن ذكريات الأمم الغابرة. هي الحارسة والشاهدة على التاريخ الذي ينبض تحت أقدام الزائرين، والذي يحكي قصص الغزاة والملوك الذين مروا بهذه الأرض العريقة.

تتجول الحورية بين الأطلال، تتنقل بين الأعمدة الرومانية والبيزنطية، تستمع إلى الهمسات التي تحملها الرياح عبر الزمان. تلامس جدران معبد هرقل بأناملها الرقيقة، وتشعر بنبض الحياة الذي لا يزال يسكن الحجارة، وكأن كل حجر يروي لها قصة من قصص الماضي العتيق. تتحدث الحورية إلى الأحجار، أنتم شهودي، كل زاوية منكم تحتفظ بجزء من روحي".

وفي اللحظات التي تهب فيها الرياح عبر مداخل القلعة، تتردد ترنيمة الحسين بن علي، تمتزج مع أصداء صوت الحورية. تعلم الحورية أن الجبل ليس مجرد شاهد على الأحداث التاريخية، بل هو جزء حي من الثورة العربية الكبرى ومن كل القصص التي عاشتها هذه الأرض. تقول الحورية بصوت يعبر عن العراقة والصلابة: "أنا هنا منذ الأزل، أحرس هذا المكان وأحفظ أسرار الذين مشوا على هذه الأرض". وهكذا، تظل الحورية، حارسة الزمن والأسطورة، رمزًا للحكمة والعراقة في قلب القلعة. كانت الحورية تعيش في تناغم مع الطبيعة، تتحدث إلى السماء وتستمع إلى أغاني الرياح. كانت تعرف أن الجبل هو موطن للذكريات التي شكلت مسار الحضارات. كانت ترى في الفجر بداية جديدة، وفي الغسق، ترى الجمال يتجلى في ألوان السماء المتغيرة.

وكانت الحورية تعلم أن هذا الجبل قد شهد بناء المعابد والأبراج والأسوار عبر العصور، وأنه مكان يجمع الزمان في ألوانه. كانت تتحدث مع كل شيء من حولها، تنظر إلى بقايا معبد هرقل، تتأمل الأعمدة الشامخة، وتروي حكايات الإمبراطوريات التي مرت من هنا.

وفي لحظات الصمت، حين تهدأ الرياح وتغيب الأصوات، كانت تقف وحيدة، تراقب السماء وهي تعانق الأرض. كانت تقف فوق القلعة، تراقب مدارات العصور وهي تدور حولها، وتقول بفخر: "أنا الحارسة، أنا التي أحافظ على هذا المكان عبر العصور، لا شيء يضيع هنا".

وفي كل يوم جديد، كانت تعود إلى الأماكن التي شهدت بناء الحضارات. كانت تقف عند الكنيسة البيزنطية، تلمس بقايا القصر الأموي، وتسترجع الذكريات عن الأزمان التي كانت فيها القلعة مركزًا للحياة. كانت تقول: "هنا حيث ارتفعت المعابد فوق المعابد، وحيث كان التاريخ يُكتب مع كل حجر يوضع في مكانه".

عمان، المدينة التي تعانق السماء وتحكي قصص الزمان، كانت تُعرف قديمًا بـ"ربة عمون"، وهي تعني العاصمة أو دار الملك. تلك المدينة التي شهدت حضارات متعاقبة، من العمونيين الذين أعطوها اسمها، إلى الرومان الذين أطلقوا عليها فيلادلفيا، وصولاً إلى العصر الإسلامي الأموي. عمان، بأزقتها وتلالها التسعة عشر، تحمل ذكريات العصور، من العصر الحجري القديم حتى العصر الروماني وما بعده.

تتميز عمان بمزيجها الفريد بين الحداثة والأصالة، حيث تجد الفنادق العصرية والمحلات التجارية تتناغم مع الآثار التاريخية التي تجسد الحضارات الإنسانية التي مرت بها. ولا يكتمل فهم جمال عمان دون زيارة جبل القلعة، الذي يجسد مدينة عمان القديمة، مأهولة منذ عام 8300 قبل الميلاد، والذي يحتضن بين جنباته آثار الحقبة الإسلامية الأموية والرومانية.

عمان، بروحها العريقة وأساطيرها الخالدة، تظل شاهدة على الزمن، تحكي لزائريها قصص الأجداد والملوك والأبطال. هي ربة عمون، التي تتنفس بين الأحجار والشوارع، تعيد إلى الأذهان صدى الصلوات وهمسات الآلهة. وفي كل فجر، تعود لتنسج من خيوط الشمس لوحة تاريخية تضيء بها سماء الحضارة، معلنةً أن الحكمة والجمال لا يزالان ينبضان في قلب الجبل، في قلب عمان.

في قلب جبل القلعة، حيث تتوارى الأساطير بين الصخور، تعيش الحورية، روح المكان وسرّه الخالد. بأناملها الرقيقة، ترسم على الأحجار قصص العصور، تنقش في الذاكرة أصداء أقدام الرومان وهمسات العرب. تتنفس الحورية الحياة في أروقة المدينة القديمة، تعانق الأعمدة وتغزل من الضوء والظلال لوحة تاريخية تحكي عن مجد فيلادلفيا وعظمة عمون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :