facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مع توهّن خطاب المواجهه "حيطنا مش واطي"


فيصل تايه
19-02-2025 10:12 AM

في مواجهة التضليل الإعلامي الممنهج الذي مارسته العديد من الجهات المعروفة في استهداف متعمد وواضح للاردن وقيادته ومنها وسائل اعلامية معروفه تحابي في نهجها جهات حاقدة ، شهدنا خلال الايام الماضية واحدة من أعنف الهجمات الاعلامية التضليلية التي تشكك في الموقف الاردني الواضح والصريح تجاه العديد من القضايا الوطنية ، وهو ما يترجم على شكل أخبار زائفة ملفقة بأساليب متعددة تناقلتها وسائل إعلام تدعم انتشار الاخبار المضللة والكاذبة لأسباب معروفه من بينها جهات تعتبر انتشار ذلك نوعاً من الدعم المعنوي للطرف الذي يؤيده مصدرها .

ان الموقف الاردني الواضح من تطورات الاحداث الجارية وما رافقه من تصريحات رسمية كشفت حقيقة بعض وسائل الإعلام المعروفة والتي تحولت إلى ابواق لنشر التضليل ورسائل التشكيك وتضمنت الكثير من المزاعم التي تمس سيادة الاردن وامنه واستقراره ، ناهيك عن الحملات العدائية المنهجة من خلال الخطط المنظمة التي توظف فيها تكنولوجيا الاتصال ووسائله التي أصبحت جزءا أساسيا من حياة الناس اليومية في مختلف المجتمعات نظرا لسعة انتشارها وقوة تأثيرها وعناصر الجذب التي تتمتع بها ، مما دفع تلك القوى الحاقدة على استثمار هذه الوسائل بكافة الطرق الممكنة، وبمختلف الأساليب المباشرة بهدف احتوائها والسيطرة عليها وتوجيهها وتوظيفها بالشكل الذي يخدم أغراضها .

لقد قدمت هذه الحملات صورة نمطية كريهة في محاولات لحياكة وتدبير المؤامرات والمس بالوحدة الوطنية والتواطؤ مع الخسه الحاقدة وبتأييد من بعض الجهات المعروفه ، مما كشف مدى "التحامل" على هذا البلد وشعبه وقيادته باساليب الابتذال والتهكم والسخرية ، وببراعة أكسبت احاديثهم وكتاباتهم مسحة من الموضوعية المزيفة ، في محاولات خائبة لتحويل صورة الاردن إلى صورة مغايرة تؤثر على الإدراك العام لحقيقة هذ البلد وتزرع في عقول الناس اتجاهات معادية ورافضة ، ما يُحدث -لا قدر الله- أثرا عميقا ويترك انعكاسات سيئة على ابناء البلد عامة .

لكننا وضمن هذه المعطيات ، عانينا للاسف من وهن وتجلّف واضح في خطاب المؤسسات الإعلامية الأردنيه المؤثر ، ما شكل "خيبة" لدى اوساط العديد من الاردنيين ، ذلك لضعف خطابنا الاعلامي وتراجع قدرته على مواجهة "نعق" هذه الابواق ، ليبدوا وكانه اعلام "فزعات" ، لذلك فان اي خطاب اعلامي هزيل يجعل الوطن واحة خصبة للتشكيك بمواقفه ومجالاً جاذباً لهذه للالسن الحاقدة والكارهة والمعادية التي تسهم في تكوين الصورة الذهنية غير الصحيحة عن هذا البلد لدى الراي العام .

علينا ان نؤكد انه "حيطنا مش واطي" ما يلزمنا مراجعة عميقة لاداء كافة مؤسسات الدولة الاعلاميه ومنابرها واذرعها المختلفة ودفعها للعمل باستراتيجية اعلامية منظمة، بتنسيق الجهود ووضع الخطط واجراء الدراسات ، والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضدنا والرد على كافة الهجمات الشرسة الموجهة والهادفة لإحداث الوقيعة وبث الفرقة والبلبلة في صفوف مكوناتنا ، كما ويجب تسخير كافة الإمكانات اللازمة والطاقات المدربة والمؤهلة لأداء هذا الدور، والعمل على استمالة كافة الشرائح المثقفة والمؤثرة ، والقادرة على مخاطبة الراي العام والعالم في مواجهة الخطط المضادة والمدعومة بالإمكانات الكبيرة للنيل من الاردن .

لا بدّ من التذكير أنّ "حيطنا مش واطي" واعلامنا "طول عمره"وعلى مدار مسيرته المهنيه "مدرسة" للاعلام المحترف، كما وان دور وسائل الإعلام الاردنية كان دائماً وابدا دوراً طليعياً ومصدراً غنياً للأخبار والتحليلات والحوارات ، وساعد في تلميع صورة الاردن ومساندة مواقفه الوطنية والقومية في كافة المحافل العالمية وهيئاتها المُختصّة ، والذي امتاز بحرية النشر والتعبير ما أغنى ذلك وسائل الإعلام الاردنية وأمدّها بأسلحة حضارية عصرية وأظهرت العلاقة الرائدة بين المناخ الحرّ وبين استقامة عمل مؤسسات الدولة .

كما واننا كاعلاميين ومن مختلف الهيئات والمؤسسات الاعلاميه ، لن ندفن رؤسنا في الرمال بعد اليوم ، بل يجب ان نعترف بغياب الكثير منا عن المشهد العام ، ونعترف عن مدى "التقصير" في هذا الجانب ، فنحن مسؤولون بشكل خاص عن توجيه الراي العام محليا ، من خلال الكتابة في رِحاب السلطة الرابعة التي تخصُّنا وتخصُّ من خلالنا الكثيرين ، فلنعترف بوضوح اننا "مقصرون" بحق بلدنا ودولتنا وقيادتنا في مواجهة كل المخططات الرامية الى النيل من الاردن وقيادته .

بقي ان أقول مره اخرى : ان "حيطنا مش واطي" لكننا وللاسف "لا نرى" اعلاميينا ورجالاتنا رجالات الدوله "المخضرمين" على شاشاتنا ، الا في القنوات الاعلاميه "غير الاردنيه" على اختلاف تبعاتها ، والتي اصبحت تتبجح بحواراتها وتحليلاتها وانتقاداتها ، ناهيك عن "تطنيش" العديد من الاعلاميين "العتاوله" الذين يمكن لهم أن يتصدروا المشهد في مواجهة الإعلام المعادي ، باعتبار ذلك مسألة احترافية "بامتياز" لا يتصدّى لها إلا "المحترفون" ، والا فسرعان ما نفتح ثغرة في العقل الجمعي نتيجة لضعف المواجهة ، وتصبح محلاً لغرس وإنتاج التضليل وهذا بالفعل ما تهدف اليه ماكينة الإعلام التي تستهدفنا وتستهدف بلدنا بالأساليب المتعددة وبالصيغ المتباينة وبالقوالب المختلفة ، تقنع من خلالها حتى "المتردد" ، فليس من المعقول ان لا نجد منا من يدافع عن مواقفنا وهم بيننا ، فتلك مسؤولية من؟.

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :