facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك والمتقاعدون العسكريون: رسائل ثبات وقوة


المحامي لؤي عمايرة
19-02-2025 02:25 PM

تجاوز لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع المتقاعدين العسكريين صفته كتقليد بروتوكولي سنوي لإحياء يوم الوفاء للمحاربين القدامى، فجاء محمّلًا بأبعاد استراتيجية وسياسية عميقة، تعكس طبيعة اللحظة السياسية الضاغطة محلياً وإقليمياً. السياق الذي انعقد فيه اللقاء جعل منه مناسبة تتجاوز حدود التكريم والتواصل إلى منصة ملكية لتوجيه رسائل حادة الحواف إلى الداخل والخارج، حول ثوابت الموقف الاردني وتمتين الاصطفاف الوطني والدفاع عن سردية الدولة.

إن اختيار "رفاق السلاح" كجمهور لهذا الخطاب الحاسم هو استدعاء للذاكرة الوطنية التي تشكلت عبر سنوات من التضحيات والعطاء. دعوة المتقاعدين العسكريين إلى “لبس الفوتيك” على ما فيه من استعارة رمزية تستحضر ماضيهم العسكري وعميقة ترتبط بجوهر الانتماء الوطني، هو دعوة جادة إلى تفعيل دورهم في الحاضر والمستقبل والمعادلة السياسية، وترجمة حضورهم المعنوي الوازن إلى فاعل مباشر في مواجهة التحديات التي تواجه الدولة، ورفع منسوب الجاهزية لمواجهة سيناريوهات كثيرة. وتأكيد ملكي انهم كانوا وسيظلوا في قلب مشروع حماية الاردن، وبرقية ملكية للعديد من المستويات أن الدفاع عن الدولة ومواقفها وسرديتها مسؤولية لا تنتهي بالتقاعد، بل تستمر ما دامت التحديات.

كان لافتًا في حديث الملك تركيزه على مفهوم الانتماء الوطني، ليس باعتباره موقفًا تقليديًا أو شعارًا خطابيًا، بل كمعيار يتم بموجبه إعادة توزيع الأدوار داخل الدولة، وفق معادلة تضع الموقف والفعل والانجاز في مقدمة محددات المشروعية الوطنية. الاستنكار الملكي الحاد: “مش عيب عليهم" لم يكن مجرد استنكار لظاهرة سياسية، بل رسمٌ لخطوط الفصل بين من يُحسب على المشروع الوطني، ومن يتحرك وفق حسابات لا تنتمي إليه. هذا الطرح يعكس إدراك الدولة لطبيعة التحولات التي يشهدها المشهد السياسي، حيث لم تعد التحديات التي تواجه الأردن محصورة في أزمات اقتصادية أو ملفات إقليمية تقليدية، بل امتدت إلى اختراقات من جهات خارجية تحاول صياغة الوعي السياسي لفئات هشة الانتماء، عبر قنوات ووسائل مختلفة، مستهدفة دورا عابثا في المشهد الداخلي.

وبحزم متجدد وحسم واضح، كان التأكيد الملكي على ال "كلا " الاردنية بما تشكله من جدار منيع أمام كل المشاريع التي تحاول تصفية القضية الفلسطينية تحت مسميات وسيناريوهات مختلفة، إن "كلا" الملكية - بما يحمل الاصرار الملكي على استخدامها من دقة لافتة في توظيف المعنى والدلالة بصفتها حرفا يفيد تأكيد النفي و الردع والزجر - موقف غير خاضع للمساومات السياسية أو الضغوط الاقليمية والدولية، وهي مبادئ جوهرية ثابتة حددت مسار الدبلوماسية الاردنية في عهد المملكة الرابعة. وبعد 25 عاما اثبتت المحكات ان الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني لم يكن يوما دولة قابلة للضغط أو التراجع عن ثوابتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :