السعودية .. قبلة العالم للسلام واللاعب الرئيس على الساحة الدولية
السفير الدكتور موفق العجلوني
20-02-2025 10:17 AM
ليس غريباً ان تكون المملكة العربية السعودية قبلة العالم للسلام، فهي قبلة العالم التي يتوجه اليها العالم الإسلامي وملايين المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة من كل بقاع العالم، ناهيك عن الحج والعمرة والزيارات الدينية والسياحية السياحية. وبالتالي لا غرابة بآن تكون قبلة العالم للسلام.
واليوم يطلب ودها الكبا رفي هذا العالم من اجل السلام لان المملكة العربية السعودية منبع الإسلام والرسالة المحمدية التي جاءت من اجل السلام،" كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "صدق الله العظيم. فهذه رسالة المملكة العربية السعودية منذ ان نزلت رسالة الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والبيرق السعودي يرفرف حول العالم بـ " لا إله الا الله محمداً رسول الله ".
يأتي اللقاء الأمريكي الروسي في المملكة العربية السعودية قبلة الحرمين الشريفين في فترة حرجة يمر بها العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط وأوروبا والازمة الروسية الاكرانية الأوروبية الأميركية وانعكاسات هذه الازمة على الوضع العالمي. ان عقد هذا اللقاء بين اللاعبين الكبار و بالذات في المملكة العربية السعودية لهو تأكيد على دور المملكة العربية السعودية السياسي و الديني و الاقتصادي و قدرة المملكة العربية السعودية على لعب دور الوسيط النزيه المحايد بين هذه الدول .
بنفس الوقت تدرك هذه الدول موقع المملكة العربية السعودية في العالم العربي والعالم الإسلامي، والقوة الاقتصادية التي تتمتع بها المملكة والقيادة الحكيمة لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان. ويمكن أن يكون هذا التأثير على عدة أصعدة سياسية واقتصادية وامنية. حيث تسعى المملكة ان تكون منصة عالمية لتقريب وجهات النظر بين القوى الكبرى، وهو ما يعزز دورها الاستراتيجي في المنطقة وعلى الساحة الدولية. هذا اللقاء يمكن أن يعكس قدرة المملكة على أن تكون وسيطًا نزيهًا، ويعزز من مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة. و بالتالي هناك رسائل باعتقادي يرغب الرئيس ترامب و الرئيس بوتن ارسالها للعالم من خلال عقد هذا اللقاء الهام و ربما الاول في التاريخ بين كل من الولايات المتحدة الأميركية و روسيا الاتحادية وأهمها:
• يريد الرئيس ترامب تأكيد أن السعودية لا تزال شريكًا رئيسيًا في المنطقة، وأن الولايات المتحدة تعتبرها جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها في الشرق الأوسط.
• تأكيد أن السعودية تلعب دورًا مهمًا في الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك في مجالات الطاقة والأمن.
• من خلال اللقاء مع الروس، قد يرغب الأمريكيون في إرسال رسالة مفادها أن السعودية قادرة على التعامل مع مختلف القوى العالمية بطريقة مستقلة ومتوازنة.
أما من وجهة نظر روسيا، فاللقاء الذي تم في المملكة بين المسؤولين الأمريكيين والروس يحمل هذا اللقاء دلالات هامة، حيث تعتبر روسيا السعودية شريكًا استراتيجيًا في المنطقة. وهذا اللقاء يعكس عدة جوانب من العلاقة بين روسيا والسعودية:
• تعتبر روسيا السعودية شريكًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن هذا اللقاء يعكس رغبة روسيا في تعزيز التعاون الثنائي مع المملكة على مختلف الأصعدة ان السعودية إحدى القوى الإقليمية الكبرى، ووجودها على طاولة المفاوضات مع القوى العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا يعكس دورها المركزي في المنطقة.
•
• روسيا والسعودية هما من أكبر منتجي النفط في العالم، وهذا يجعل التعاون في مجال الطاقة ذا أهمية خاصة. من خلال هذا اللقاء، تسعى روسيا إلى تعزيز شراكتها الاقتصادية مع السعودية، خاصة في إطار "أوبك+"، التي تضم الدول المنتجة للنفط بما فيها روسيا والسعودية. هذا التعاون المشترك في تنظيم أسواق النفط يشكل أحد أوجه العلاقة المتنامية بين البلدين.
•
• روسيا قد ترى في هذا اللقاء إشارة إلى أن السعودية تتبع سياسة أكثر استقلالية في علاقاتها الدولية. على الرغم من تاريخ السعودية الطويل مع الولايات المتحدة، فإن دور المملكة في استضافة لقاء بين القوى الكبرى يعكس سعيها لأن تكون وسيطًا محايدًا وتعمل على تعزيز مصالحها من خلال الانفتاح على جميع الأطراف.
•
• روسيا تنظر إلى السعودية على أنها لاعب محوري في السياسة الإقليمية والدولية، وهذا اللقاء يسلط الضوء على قدرة المملكة على تنظيم اللقاءات بين قوى كبرى وتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف. روسيا قد ترى في هذا الدور السعودي تعزيزًا لمكانتها كداعم للاستقرار الإقليمي والدولي، وهو ما يتماشى مع مصالح روسيا في المنطقة.
• تمثل السعودية بالنسبة لروسيا فرصة للتنافس مع الولايات المتحدة على الساحة الدولية. من خلال تعزيز علاقاتها مع المملكة، تسعى روسيا إلى كسب مزيد من النفوذ في الشرق الأوسط وتقديم نفسها كقوة بديلة للولايات المتحدة. اللقاء في السعودية يرسل إشارة إلى أن المملكة ليست حكرًا على النفوذ الأمريكي وأنها منفتحة على التعاون مع القوى الكبرى الأخرى.
•
• قد تسعى روسيا لتعميق التعاون العسكري مع السعودية، وهو مجال يمكن أن يكون واعدًا. على الرغم من أن المملكة تاريخيًا كانت تعتمد على الأسلحة الأمريكية، إلا أن هناك مؤشرات على استعداد السعودية لاستكشاف خيارات جديدة في مجالات الدفاع والتعاون الأمني مع روسيا. يمكن أن يكون اللقاء فرصة للطرفين لتعميق هذا التعاون.
•
• روسيا ترى في السعودية دولة ذات تأثير كبير في المنطقة، خاصة في قضايا مثل النزاع في سوريا، والأزمة اليمنية، والأمن الإقليمي. ومن خلال اللقاء، تسعى روسيا إلى إشراك السعودية في الحوارات الإقليمية وتعزيز دورها كوسيط في القضايا الحساسة.
بالنتيجة تنظر روسيا إلى السعودية كحليف استراتيجي ووسيط رئيسي في المنطقة، وهي تسعى إلى تعميق العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والاقتصاد، والأمن، والدفاع. كما أن اللقاء يعكس رغبة روسيا في تعزيز علاقاتها مع السعودية بعيدًا عن التأثيرات الأمريكية، مما يعزز من نفوذها في الشرق الأوسط.
أما على الصعيد السعودي، فهذا اللقاء يعتبر:
• كدليل على قدرة السعودية على إدارة علاقات متوازنة مع القوى العظمى.
• يعزز هذا اللقاء من مكانة السعودية كمركز دبلوماسي إقليمي ودولي.
• يمكن أن تنشأ فرص اقتصادية جديدة نتيجة لتحسين العلاقات مع كل من أمريكا وروسيا، خصوصًا في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
• يعزز اللقاء من صورة المملكة الداخلية كداعم للسلام والاستقرار في المنطقة.
وبالتالي هذه اللقاءات تعكس تحولًا في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وتسهم في تعزيز موقفها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية وقبلة العالم للسلام.
وهذا التحول في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية الشقيقة كلاعب رئيسي على الساحة الدولية وقبلة العالم للسلام ، هو مجال فخر واعتزاز للاردن و لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده سمو الامير الحسين و للشعب الأردني بشكل خاص و العالمين العربي و الإسلامي .
* السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me