يا هذا وذاك .. احنا الشعب الواحد الوطن الواحد
فيصل تايه
27-02-2025 10:54 AM
لا خوف على نسيجنا الوطني، فالشعب الاردني بكل مكوناته يؤمن إيمانا راسخاً أن نسيجه الوطني "الواحد" لن يكون عرضة لأهواء المنازعات والأفكار الخبيثة والمماحكات بين هذا وذاك، وأنه سيظل صلباً متماسكا يشد بعضه بعضا، باعتبار ذلك نتاج الوعي والنضوج لكافة مكوناته، فمشهد التوافق والتكافل يتكامل ويتناغم فيه الجميع، ما يغيظ أعداء الأردن ويقتل شرذمتهم، لذلك ما يهمنا في هذه المرحلة تحصين جبهتنا الداخلية والابتعاد عن اي تصرف أو سلوك من شأنه المساس بأنموذجنا الوطني الفريد، ولا يجب ان نسمح لاحد النقاش في هذا "الموضوع" الذي يُحرم "الخوض" فيه لانه بديهية لا يجوز نقاشها على الاطلاق.
اننا اليوم ومن خلال سرديتنا الأردنية المتفردة ، نقرأ تاريخ هذا البلد قراءة وطنية مبرأة عن الهوى والتخرصات ، ونستطيع أن نقول إن وحدة توجهاته وتماسك كيانه الوطني يقوم على الحقائق التي تأخذ مقوماتها من التاريخ والواقع ، فقد أثبت الشعب الاردني الواحد أن نسيجه التاريخي على قدر كبير وعظيم من التحدي والرسوخ الأبدي ، فهذا الشعب شديد الإيمان بوحدته الوطنية ، وليس هذا مجرد فرضية قابلة للتأكيد أو الدحض ، ما يحمل على توليد مشاعر الاعتزاز الوطني والقومي لدى كافة مكوناته .
لذلك فمن واجبنا جميعاً ، ان نرسخ في ضمير ووجدان "الأجيال" الابناء منهم والاحفاد ، ان ذاكرة "الاردني الأصيل" ليست قابعة في تكوينه الراهن فحسب ، بل أيضاً في روافده الحاضرة في المزاج العام والذاكرة المكانية ، وخاصة في الصف الراشد لهذا التكوين الواحد الذي انحدر "سلالياً" من عشائر النهر شرقه وغربه ، علماً أن الاردنيين ليسوا جنوبيين او شماليين او شرقيين او غربيين بل هم "الجغرافيا الاردنية التاريخية" التي لم تعرف تلك الاتجاهات بالصفة التي قد يتحدث عنها البعض المازوم ، ويمكن لمن أراد معرفة ذلك مراجعة تاريخ "الاباء والاجداد" ليرى بعين اليقين أن كل المشاريع الوحدوية نشأت موحّدة الهوى والهويّة ، وأن ما طرأ من نتوء رديء على هذه الجغرافيا سببه ممارسات العقليات المتحجرة التي تحاول تحويل وحدة الحياة والارض والهواء والنماء إلى اللاجدوى من الحكايات المنسية .
يجب ان ندرك ان الاردن اليوم عرضة للابتلاء بنماذج من الذين يسيئون إليه ويسعون إلى بث الفرقة بين ابنائه ، بتوظيف مفردات الشيطنة ، في سردية عنصرية معادية تستخدم مساحيق مصطنعة ، لتكوين ثقافة كراهية الآخر بارساء نزعة ضيقة تتطور فيها الخزعبلات العنصرية الديناميكية لتزرع صورٍ ذهنية نمطية سلبية مشوهه ، في حملة محمومة مقصودة ، تستهدف النيل من وحدة الصف الوطني والجبهة الداخلية ، ذلك باستمرار الجدال العقيم الذي يتيح متنفساً لمشاعر الكراهية الداخلية ، بعيداً عن القيمة الأساسية والكرامة الإنسانية المتأصلة في نفس كل اردني والتي هي الأساس الأيديولوجي لمنظومة القيم التي تكرس الحياة والحرية والمساواة بين جميع مكونات مجتمعنا الاردني الاصيل .
ولكن وان ظلت تلك الأفعال عالقة عند البعض المأزوم فانها ستظل بالشكل لا بالجوهر وصادرة ممن لا يتورعون عن الاساءة لهذا البناء المتماسك ، فهم لا يترددون عن الاستعانة بالشيطان لتحقيق ما يدور في أخيلتهم الحمقاء من تصورات باتت مكشوفة ، وأن الشعب الاردني مازال قادرا على أن يثبت أن أفعال هذا الصنف من الناس تظل على السطح وحين تحفر لتحقيق أهدافها فإنها تحفر في القشرة وما تكاد تقترب من العمق حتى تفاجأ بما يخيب ظنونها ويجعل جهودها تذهب أدراج الرياح .
اليوم يجب فضح الاعيب اعداء الاردن وتعرية مبتغاهم ، فهم يعلمون أن الوحدة الوطنية واصطفاف الشارع بالكامل خلفها يصد أطماعهم، ولهذا يتوجّهون بمؤامراتهم الدنيئة لزرع الفتنة والشك والفُرقة لإضعاف قوة بنائنا الداخلي وإطفاء وهج استقراره ، لكننا سنبقى أقوى وأصلب من تشطيرهم وفرقتهم ، وسنواجه كل التحديات بصمود شعبي ورسمي ، والذي يحاول منعه انجاس الامة وسفلة التاريخ الذين يعتاشون على تناقضاتهم .
وليحفظ الله الاردن وشعبه وقيادته الهاشمية المظفرة ، وليدم علينا جميعاً نعمة الأمن والاستقرار ليبقى بلدنا عزيزا غاليا تفيء بظله أبد الدهر ، فالاردن أمانة في أعناق الجميع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .