facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرق الطفل محمد .. مطالب بالمحاسبة وإصلاح التربية والتعليم


05-03-2025 02:32 PM

عمون -منذر الفاعوري- عمت حالة من الحزن والغضب والتفاعل الكبير، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن مع حادثة حرق الطفل "محمد الحميدي 11 عاما" على يد زميليه داخل إحدى المدارس الحكومية الابتدائية.

وظهر محمد وامه في عدة فيديوهات ومقابلات يوم أمس، طالبوا من خلالها بمعاقبة المتسببين بهذه الجريمة البشعة وكل من شجع أو شارك بهذا الفعل، حيث لا يزال محمد يرقد على سرير الشفاء في المستشفى محاولا لملمة صبره وقوته ليقول : لماذا فعلوا هذا بي وأنا يتيم وصائم؟.. الفيديوهات انتشرت سريعا كما النار التي أكلت من جسد محمد ولولا لطف الله وإنقاذه من قبل معلمين لكان الوضع ربما أسوء بكثير.

حروق الطفل محمد لم تمتد لتشعل قلب كل أب وأم فقط، والأمر لم ينته عند دخوله المستشفى للعلاج وبكاء أمه وحسرتها عليه، بل إن نيران أضرمها طفلان في جسد محمد داخل مدرستهم أحرقت وشوهت صورة "للتربية والتعليم" بأكملها، فالطفل كما قالت أمه ارسل ليتعلم لا ليعود محترقا.

موجة من الاستنكار والصدمة من تصرف المعتدين والمطالبة بمحاسبتهم، متسائلين : كيف تصل مادة خطرة وسريعة الاشتعال مثل الكاز إلى أيدي الطلاب داخل مدرسة، وكيف حصل كل ذلك دون وجود موظف او من يشرف على ذلك المكان، والى اين وصل تفكير طلبة لحرق زميلهم بهذه الطريقة؟، مطالبين بتحقيق كامل للكشف عن ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين والمقصرين.

البعض أعاد استذكار "فتى الزرقاء" صالح الذي اختطف وقطعت يداه والمرأة التي اقتلع زوجها عينيها وآخر ألقى بأطفاله في سيل الزرقاء ليحرق قلب امهم عليهم، كما انشرت دعوات لزيادة الوعي والرقابة على الأبناء ومتابعتهم داخل وخارج المنزل.

بعد يومين من الحادثة، قام وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة وعدد من المسؤولين صباح الأربعاء، بزيارة الطالب محمد الحميدي، الذي يرقد على سرير الشفاء في مستشفى البشير، مؤكدا خلال لقائه مع والدة الطالب أن الوزارة لن تتهاون في تطبيق الأنظمة والتشريعات التربوية التي تضمن سلامة أبنائها الطلبة، وتوفير البيئة المدرسية الأمنة في مدارسها كافة.

نعم هناك تقصير، وهناك مسؤولين عما حصل بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا يحدده القانون والقضاء ولا نجتهد سوى بتحليل المعطيات المتوافرة لدينا وبالتفاصيل التي وقفت عليها عمون، تفيد بأن الطفلين الذين اضرما النار بزميلهم هما أكبر منه سنا في الـ 15 من عمرهما، اما الطفل محمد فيصغرهما بأربع سنوات، لكن كيف تربصا له ليفعلان ما فعلا؟.

الخبير التربوي البروفيسور ذوقان عبيدات وجه اسئلة عبر عمون، إذا لم يجاب عنها فإنها تدعو للإطاحة بالمنظومة التعليمية برمتها، أولها: لماذا يرسل معلم طالبا لإحضار المكنسة من المطبخ؟، وثانيها: لماذا يتواجد طفلان داخل المطبخ وحدهما؟، ولماذا يحملان ولاعة؟ ولماذا الكاز موجود في المطبخ بمتناول الأيدي؟، وأخيرا: لماذا طلب المدير من الطالب نكران ما جرى والادعاء بأنه اضرم النار بنفسه؟..

عبيدات في حديثه لـ عمون، تمنى ان يكون السلوك فرديا محصورا وليس ناتجا عن ظاهرة تحدث في مدارس الأردن، ولكن سواء كان الحادث فرديا او عاما فهناك عوامل عديدة تدعونا لنفكر بماذا يحدث في المدراس، مؤكدا أن المدرسة الأردنية تواجه تحديات عديدة، فالتنمر المدرسي موجود رغم أن ما اعتدنا عليه هو في حدود اللفظي او الجسدي المحدود، مستهجنا أن يصل إلى مرحلة التفكير في التخلص من طالب، وهو ما يجب التوقف عنده.

وبين أن 3 ثقافات سائدة هي السبب في ما وصل إليه حال مدارس الأردن، أولها ثقافة الصمت، بمعنى أن يرى الشخص العيوب ولا يتحدث عنها نتيجة لوجود سلطة ومخاوف من السلطة، وثانيها ثقافة الخوف، فيرى الشخص التحديات والاخطاء ويخاف أن ينقلها إلى المسؤولين، فإذا سألت المعلم عن الاوضاع في مدرسته يجيب بأنها ممتازة، وإذا سأل مدير التربية مدير المدرسة يؤكد له أنها ممتازة، وإذا سألت الوزارة مدراء التربية أكدوا كذلك، فلا يصل للوزارة إلا ما هو ناتج عن ثقافة الخوف، اما الثقافة الثالثة السائدة فهي النفاق، فيحاول خبراء التربية الحصول على مكاسب من السلطات التربوية وغير التربوية ويزينون الأمور ويجملونها، حتى صار من ينتقد يتعرض لمتاعب عديدة فيصمت الجميع ويخافون ويميلون إلى المجاراة والنفاق.

وأكد عبيدات، أن المؤسسة التربوية بحاجة إلى وقفة شاملة تناقش فيها العلاقات داخل المدرسة من جهة، وبين المدرسة والمجتمع من جهة اخرى، وبين المدرسة ومديريات التربية، وبين المديريات والوزارة، يتتخللها قيم النزاهة والصراحة والاستماع الجيد وليس التهديد بإنزال العقوبات وحرمان الناقدين من إمتيازات وظيفية وغير وظيفية.

أما الخبير الاجتماعي البروفيسور حسين الخزاعي، أوضح لـ عمون أن الحادث لا يمكن أن يكون إلا مرتبطا بخلافات مسبقة دفينة، أي أن ما حدث هو فعل إنتقامي او ناتج عن تنمر جسدي، واصفا الحادثة بأنها عنف "مدرسي محدود"، منوها إلى أن ما اعتدنا عليه هو تنمر لفظي او مشاجرات بالأيدي ولا تصل إلى محاولة القتل.

الخزاعي يرى أن المجتمع المنزلي مسؤول أيضا، داعيا إلى تربية الابناء وتنشأتهم بعيدا عن العنف، وتتبع سلوكيات الاطفال والتقرب منهم حتى يبلغونهم بكل ما يحدث معهم، ومعرفة من هم اصدقاء الابناء، واجراء الزيارات الدورية للمدارس للسؤال عن ابنائهم وتحصيلاتهم العلمية، وتفعيل دور مجالس اولياء الأمور في المدارس.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :