الكرك عنوان التسامح والفضائل
د. حسين سالم السرحان
15-03-2025 09:55 AM
"بناتنا ما بيناموا في السجن" تستحق هذه العبارة المكثفة ان تسطر بأحرف من ذهب في سجلات العز الأردني وعنوانًا لمواثيق السلم الاجتماعي ولقيم الإنسانية التي جاءت وسط ألم الفراق ورحيل الأبن رحمه الله للحاج غازي العساسفه الحباشنة رجل المكارم التي جسدها في لحظة قاسية مؤلمة تسامى فيها عن الوجع والألم والحزن أثر حادث مرور أودى بحياة شاب في مقتبل العمر
كأن الشيخ الجليل غازي استحضر " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " في وقت حرج صعب واتجه من المستشفى حيث فلذة كبده مسجى بين يدي الله تعالى ورحمته واتجه لإطلاق سراح الفتاة التي ارتكبت الحادث دون قصد
في الكرك الحاضرة في التاريخ والوجدان العربي والأردني وفي راكين وبتير لم تكن هذه المكرمة هي الأولى وقد لا تكون الأخيرة
وعلى الرغم من اعتزازي بالأردن كافة في بواديه وريفه ومدنه ومخيماته إلا أن للكرك وأهلها الكرام دومًا الصدارة
فمنهما تستمد كل القيم والمبادئ النبيلة وعلى أرض الكرك توجد أسمى معاني الخير والوحدة الوطنية والتكافل الاجتماعي
في الوظائف العامة والمراكز القيادية والإدارية العسكرية والمدنية يكون المسؤول او القائد الكركي مختلفًا فتجده شهمًا، ويتسابق الكثيرون للعمل معه لما يتمتع به من سمو الاخلاق وحسن التصرف والفزعة والشهامة للرفاق والمرؤوسين والزملاء، فالكركي بطبعه يمتاز بالطيبة والتواضع والكرم وتجده في الملمات والمناسبات شامخًا ولا يتردد بتقديم الجود من الموجود وأكثر
هذه صفحة في الإيثار والتسامح تضاف لمكارم الأخلاق العربية والأردنية الأصيلة نعتز ونفتخر بها
حمى الله الأردن عزيزًا شامخًا بقيادته وأهله
وتغمد الفقيد بواسع رحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان