المساس بالمؤسسة العسكرية والأمنية إساءة لكل الأردنيين
م. وائل سامي السماعين
11-04-2025 02:15 AM
في ظل ما نشهده من تطورات متسارعة وتحديات إقليمية، تبقى المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الأردنية عنواناً للثبات، وسوراً منيعاً يحمي الوطن من كل محاولات العبث بأمنه واستقراره. هذه المؤسسات لم تكن يوماً طرفاً في الجدل أو الصراع، بل كانت وستبقى رمزاً للوحدة الوطنية والتضحية والانتماء الصادق للأردن.
وإزاء ما شاهدناه مؤخراً من إساءات وشتائم ممنهجة تستهدف هذه الرموز الوطنية، فإننا نؤكد أن مثل هذه التصرفات لا تمتّ بصلة لحرية التعبير، بل تنمّ عن حقد دفين تحمله قلة حاقدة تجاه الوطن ومؤسساته. تلك الفئة، التي لا تمثل بأي حال من الأحوال الشعب الأردني الواعي، تحاول عبثاً بثّ الفتنة والتشكيك في من حملوا السلاح دفاعاً عن الأرض والعِرض، وسهروا على أمن المواطن واستقرار الدولة.
إن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ليست مجرد تشكيلات نظامية، بل هي الذاكرة الحية لتاريخ الأردن المجيد، وهي التي قدمت الشهداء في ميادين الشرف، وضربت أروع الأمثلة في الالتزام والانضباط والوفاء للوطن. والإساءة إليها لا تُعد إساءة لمؤسسة فقط، بل هي طعن في وجدان كل أردني حر، واعتداء على رمز سيادي يمثلنا جميعاً.
من هنا، فإننا نؤيد وبقوة قيام النيابة العامة بتطبيق القانون بحق كل من تسوّل له نفسه المساس بهذه الرموز، ونعتبر ذلك تجسيداً للعدالة المجتمعية الحقة، التي تحمي الوطن من المتجاوزين، وتصون كرامة الدولة ومؤسساتها. فليس من المقبول أن يُترك المجال للمتطاولين دون رادع، بحجة حرية التعبير التي تُفقد معناها إذا ما تحوّلت إلى أداة للطعن والتشويه والتحريض.
إن صون هيبة الدولة واجب وطني، يتطلب من الجميع—مؤسسات وأفراداً وإعلاماً ومجتمعاً مدنياً—الوقوف صفاً واحداً لمواجهة كل من يحاول النيل من الأردن ورموزه. كما ندعو إلى إطلاق حملات توعية تكرّس ثقافة احترام القانون، وتعزز الانتماء والولاء للوطن، وتُذكّر الأجيال الجديدة بأن هذا الحمى الطيب لم ولن يُحمى إلا بسواعد المخلصين.
حمى الله الأردن، وحمى جيشه العربي وأجهزته الأمنية، وسدّد خطى قيادته الحكيمة في ترسيخ هيبة الدولة وتعزيز وحدة الصف الوطني.
* المهندس وائل سامي السماعين
waelsamain@gmail.com