ويبقى الاردن عالي الرايات .. عصي على النائبات
فيصل تايه
16-04-2025 12:03 PM
على مدى تعاقب الأزمان ، وتوالي العصور ، الأردن عصي على النائبات وبعيد عن دنس الأيدي الملوثة ، والأبدان الغريبة عن هويته روحاً ومودة وحياة وطن ، وتبقى رايتنا الخفاقة عنوان مسيرة وحدة وسيادة الدولة ، فقد أُسست دلالاتها ومضامينها نهج وطني ثابت وثقافة مستمرة تتوارثها الأجيال وصولاً إلى مرحلة مفصلية نعيشها اليوم تقدماً ونهضة ، نهج يلتقي مع شعور الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية والعمق التاريخي للمملكة الاردنية الهاشمية المتأصل في كل إبنائة وبناته .
اليوم .. هو السادس عشر من نيسان (إبريل) ، هو “يوم العلم الوطني الأردني” ، الذي يعود كما في كل عام ، حيث يحتفل الاردنيون بهذه المناسبة التي أقرها مجلس الوزراء في أواخر شهر آذار من العام ٢٠٢١ ، والتي جاءت حينها تزامناً مع الاحتفالات بمئوية الدولة ، والتي حددت تحت شعار “علمنا عالٍ”، الذي أطلقته وزارة الثقافة ، بهدف تعزيز القيم الوطنية عند ابناء الوطن ، وليجدد لدى الاجيال التعلق برايتهم الخفاقة ، مستذكرين معاني الفخر والعزة والإباء ، لتبقى رمز الشموخ ، تتشح بسناء ألوان استمدت دلالاتها وحضورها وتواصلها من أصالة التاريخ وعراقته.
اليوم .. نشد على أيدي الأردنيين أن حافظوا على وطن عالي الرايات بنا يمضي ونمضي به إلى آخر العمر ، ليعلو ويسمو صوت المجد والعلياء الذي سيزلزل الأرض ضد المتآمرين ويشعل ويؤجج الرجولة في مهاد الرجال ، فنحن شعب تعلمنا من آبائنا وأجدادنا أنه لا مكان بيننا للمتآمرين ، فنحن جميعاً معنيون ، أن ولاءنا وانتماءنا للأردن وان تلاحمنا هو مسؤوليتنا جميعا ولا ننسى إننا لا زلنا في دائرة الاستهداف من الباغضين والباغين من أصحاب الأجندة الخاصة والصالونات المشبوهة ومن يتعامل معها ومن لفّ لفيفها .
اليوم .. وبحلول هذه المناسبة ، تتجدد حكايات الوطن ومنجزاته ، حيث تعبر هذه الاحتفالية عن التمسك بالقيم والمبادئ المتوارثة ، منذ أن اطلق المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي شريف مكة العام ١٩١٦ ، العنان لتحرر العرب من الهيمنة والاضطهاد ، إلى دروب الحرية واستعادة تاريخ الأمة المجيد ، رافعاً راية الثورة العربية الكبرى التي استمدت من أصالة تاريخنا المشرف تواصلها وحضورها ، فجاءت هذه الذكرى تستدعي إلى الأذهان الجهود الكبيرة التي بذلت منذ تأسيس الدولة الأردنية قبل أكثر من مئة عام ، بفضل من الله وجهود الآباء المؤسسين ، فانسلً العلم الأردني من تلك الراية ألوانه واستقى دلالاته وفقاً للشكل والمقاييس التي حددها الدستور .
ان تاريخ الراية الاردنية يمتد ضاربا في الحضارة العربية الاسلامية، حيث تنفرد بآنها تلخيص لتلك الحضارة ، وان الهاشميين هم الامتداد لهذه الحضارة العريقة ، حين نرى في تصميم العلم توازي الالوان "الاسود العباس" مع "الابيض الاموي" ثم "الاخضر الفاطمي" ويأتي "الاحمر الهاشمي" ليتصل بهذه الحضارات ، وكأنه يعبر عن التصميم والارادة لأن تبقى الحضارة العربية بارثها الكبير خالدة في النفوس.
ان هذه المناسبة الوطنية الغالية تاتي لتبعث في قلوبنا ونفوسنا كل معاني العزة ، بالالتفاف حول راية الوطن صفّاً واحداً لتشكل سداً صلباً منيعاً ، حيث تجسد في جوهرها صور الشموخ والسؤدد التي تعبر عن مدى تلاحم الشعب الأردني الواحد مع قيادته الحكيمة لتبقى راية الوطن خفاقة في سماء الوطن واحة الأمن والأمان والتسامح والازدهار ، ولتقترن صور الأعلام المرفرفة في الأعالي بصور قادة مسيرتنا المظفرة ، فخورين بما تحقق على مدى عقود زاهرة ونحن في مئوية جديدة ملؤها الأمل في غد أكثر ازدهاراً وتقدماً ، وفي دولة أكثر قوة أرسى دعائمها جلالة المغفور له الملك الباني الحسين ابن طلال طيب الله ثراه وتواصل نهجه القيادة الرشيدة المعززة لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين داعين الله عز وجل ان يمن عليه بدوام الصحة والعافية ويعود إلى أرض الوطن سالما معافى .
اليوم .. يتنافس الجميع على تزيين كل ما يمكن تزيينه بعلم الوطن وألوانه التي تحيا في القلوب ، بدءاً من الأعلام العملاقة التي تتشح بها منازل بأكملها ، وتتزين بها واجهات جميع المؤسسات والوزارات والهيئات والمدارس وانتهاء بالشارات الصغيرة التي تجدها على الصدور ، تتسمع نبض القلوب المحبة لوطن منح أبناءه الرعاية ووفر لهم الأمن والأمان والكرامة والحرية، وغرس في نفوسهم الثقة والتفاؤل واليقين بأن الغد أجمل باذنه تعالى رغم عظم التحديات ، وأن المستقبل يحمل في طياته مزيداً من النجاحات والإنجازات.
بقي أن أقول ، ان ابناء الأردن وهم يلتفون هذا اليوم حول رمز وحدتهم وعزتهم ، ليعلنوا مضيهم قدماً خلف قيادتهم الهاشمية المظفرة ، بتصميم وعزم لا يلين مجددين عهد الوفاء والولاء ، لا يعرفون المستحيل ليواصلوا مسيرة الإنجازات والريادة في جميع المجالات، وليواصل وطننا الغالي رفعته وليتبوأ مكانته اللائقة به سائلاً الله تعالى أن يحفظ بلادنا وقيادتنا وشعبنا وأن تظل راية دولتنا عالية خفاقة بين الأمم .
والله ولي التوفيق