فرسان المخابرات بالمرصاد للعصابات الإجرامية
المحافظ السابق ابراهيم النجادات
16-04-2025 07:27 PM
لا يمكن إلا أن أُطلق على المجموعة الإرهابية التي حاولت تنفيذ أعمال تخريبية في بلدنا سوى أنها ميليشيا مسلحة على الأرض الأردنية، تتبع لأحد التنظيمات السياسية غير المرخصة، وتنوي تنفيذ أعمال إرهابية تستهدف أمن الوطن واستقراره، بتمويل خارجي يشمل صواريخ ومتفجرات، ومشروع صناعة طائرات مسيّرة، وتخزين ونقل أسلحة مختلفة مهرّبة من الخارج، وتجنيد أشخاص وتدريبهم في الداخل والخارج لضمان جودة تنفيذ العمليات وتحقيق أهدافها بنجاح.
لقد بدأ التخطيط لتنفيذ العمليات منذ عام 2021، ضمن قائمة أهداف منتقاة داخل الأردن.
الخليّة الإرهابية التي كشفتها دائرة المخابرات العامة تضم 16 شخصًا، بعد أن رصدت الدائرة على مدار أربع سنوات نشاطاتهم ومخططاتهم بدقة، وبجهد استخباري عالي المستوى.
هذه الخلية المجرمة التي تتلقى التمويل والتعليمات من الخارج، تتبع -للأسف- لتنظيم أردني غير مرخص، مما أضفى الطابع السري على نشاطاتهم ومؤامراتهم طوال الفترة السابقة.
والمؤكد في مخططاتهم أنها تستهدف الداخل الأردني، بدليل أن مدى الصواريخ المضبوطة لا يتجاوز خمسة كيلومترات.
لم تكن هذه العصابة الإجرامية تعلم أن فرسان دائرة المخابرات العامة لهم بالمرصاد، يتابعون خطواتهم أولًا بأول، حتى تم الكشف الكامل عن تفاصيلها، وإلقاء القبض على المتورطين فيها، وهذا يُسجَّل لفرسان دائرة المخابرات العامة الذين يؤكدون مجددًا لوطنهم وقيادته الهاشمية أنهم حماة الأرض والعِرض، رجال الظل، وسنديانة الوطن الباسقة. عيونهم لا تنام، وأياديهم على الزناد، يرددون في كل صباح ومساء شعارهم الثابت الراسخ: "الله، الوطن، الملك."
وفي السياق، ونحن نرفع قبعاتنا احترامًا وتقديرًا لدائرة المخابرات العامة على هذا الإنجاز الأمني اللافت في كشف هذه الخلية الإجرامية -وهو جزء من جهود الدائرة في إحباط عمليات كثيرة كانت تستهدف أمن البلد واستقراره- فإننا اليوم أمام عملية إرهابية منظمة، ممولة خارجيًا، لها ارتباطات سياسية بالداخل الأردني، وتحاول تشكيل ميليشيا مسلحة بكل ما تعنيه الكلمة.
وهذا يتطلب وقفة حقيقية وجادة لما يجري في الساحة الأردنية، وفتح ملف التنظيمات السياسية وارتباطاتها بالخارج، ودراسة عميقة من عقل الدولة، واتخاذ قرارات مهمة ينتظرها الأردنيون في ملفات وسياقات سياسية وأمنية، أياً كانت الكُلف.
سيبقى وطننا العزيز عنوانًا للأمن والاستقرار والمنعة، وستبقى هويتنا الوطنية جامعة، في وطن عشقناه ونفديه بالمهج والأرواح.
حفظ الله الأردن بقيادة مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني المعظم، وطنًا آمنًا مستقرًا منيعًا.