facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شرط التوظيف الجديد: أثبت أن الآلة لا تستطيع القيام بعملك


د. رائد عودة
17-04-2025 11:59 AM

اتخذت شركة شوبيفاي خطوة غير مسبوقة في طريقة التوظيف. فقد أعلنت الشركة الكندية، التي تضم أكثر من 11,000 موظف حول العالم، عن سياسة تقلب عملية التوظيف التقليدية رأساً على عقب: لا يتم توظيف أي شخص ما لم يكن الذكاء الاصطناعي قد حاول بالفعل وفشل في أداء المهمة.

وأصبح المديرون في شوبيفاي مطالبين الآن بتحديد ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على أداء الوظيفة قبل فتح الشاغر. ويتم المضي في عملية التوظيف فقط إذا أثبتت التقنية عدم قدرتها على أداء العمل. أما الموظفون الحاليون، فمن المتوقع منهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي وسيُقاس أداؤهم بناءً على مدى إتقانهم لاستخدام هذه الأدوات.

ويعكس هذا تحولًا عميقا في تقييم الشركات للقيمة البشرية مقارنةً بالتقنية من حيث الكفاءة والتكلفة والإنتاجية. ويحتم هذا النموذج الجديد ضرورة النقاش حول الوظائف التي هي إنسانية بحق، وتلك التي أصبحت الآن في متناول الآلات. فمثلا، أصبح العمل المتكرر أو القائم على القواعد مهددا، لكن العمل الذي يعتمد على الإبداع والذكاء العاطفي وصنع القرارات المعقدة أو العلاقات الإنسانية لا يزال صامداً.

ومن المؤكد أن الوظائف لن تختفي فجأة، لكن كثيرًا منها سيتحوّل بشكل جذري. وهذا يتطلب منا معرفة حدود الذكاء الاصطناعي: متى يمكن الاعتماد عليه ومتى ينبغي تجاوزه. وستنشأ وظائف تكاملية لا تقتصر على إتقان الأدوات، بل ستحتاج إلى فهم عميق للسياق، وحكمة في التقدير، وإدراك واضح للأهداف والمبررات.
وقد يكون ما قامت به شوبيفاي أول مثال معلن على هذا النهج، لكنه بالتأكيد لن يكون الأخير. وتراقب الشركات الأخرى، تقنية وغير تقنية على حد سواء، هذا النموذج عن كثب. وإذا أثبت نجاحه، فسوف ينتشر بسرعة وسيضع هذا ضغطاً على الجميع وليس الموظفين فقط.

ومن الحكمة أن تتنبه الشركات الأردنية لهذا الاتجاه الجديد. وكذلك الباحثون عن عمل، والجامعات، وصناع السياسات. فلم يعد الذكاء الاصطناعي مجرّد تطور عابر في عالم التقنية، بل أصبح معيارًا يؤثر في سوق العمل.

بالنسبة للشركات، فهي بحاجة إلى إعادة النظر في طريقة التوظيف والتدريب وتقييم الأداء. وعلى الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل واسع أن تتحمل مسؤوليتها في دعم موظفيها خلال هذا التحول، وذلك عبر برامج تدريبية جادة لإعادة التأهيل المهني للموظفين.

أما بالنسبة للموظفين، فتطوير المهارات لم يعد خيارًا، بل ضرورة. ولا يعني هذا أن الجميع مطالب بأن يصبح خبيرًا تقنيًا، لكن فهم أدوات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها أصبح جزءًا أساسيًا من الحفاظ على القيمة في سوق العمل المتغيّر.

وبالنسبة للطلاب، فعليهم التركيز على ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام به بسهولة، مثل حل المشكلات، والعمل الجماعي، والإقناع، والأصالة. وعلى الجامعات وأنظمة التعليم تجهيز الطلاب لسوق عمل لا تكفي فيه المهارات التقنية وحدها، بل يتطلب مرونة وقدرة على التكيف.

أما الحكومات، فعليها التفكير بما يتجاوز البنية التحتية الرقمية نحو تنمية القوى العاملة على المدى الطويل، وليس فقط في القطاعات التكنولوجية بل في كل القطاعات.
ولنا جميعًا، فالأمر لا يقتصر على خبر عن شركة واحدة في قارة بعيدة. بل إنه مؤشر على اتجاه عالم العمل. فالذكاء الاصطناعي لم يعد تكنولوجيا المستقبل. إنه موجود بالفعل، ويطرح وجوده أسئلة صعبة حول ما نفعله، وكيف نفعله، ومن سيستمر في العمل في المستقبل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :