facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استقبال الملك لوفد مجلس الشيوخ الفرنسي .. تأكيد على الشراكة


د.مأمون الشتيوي العبادي
22-04-2025 05:40 PM

في مشهد يعكس عمق العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية الفرنسية، استقبل جلالة الملك عبد الله الثاني، يوم الثلاثاء، وفدًا من مجلس الشيوخ الفرنسي ضم ممثلين عن مجموعة الصداقة الفرنسية الأردنية، ومجموعة الاتصال والتفكير والرصد والتضامن مع مسيحيي الشرق والأقليات في الشرق الأوسط والأكراد. وجاء هذا اللقاء في وقت بالغ الأهمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو ما منحه أبعادًا استراتيجية تتجاوز الإطار البروتوكولي، لتؤكد مكانة الأردن كشريك محوري في المنطقة، وكمخاطب موثوق لدى صناع القرار في أوروبا.

دلالة التوقيت والسياق الإقليمي

يأتي هذا اللقاء في سياق إقليمي معقّد تشهده المنطقة العربية، وعلى رأسه التصعيد المستمر في غزة، والانتهاكات المتكررة في القدس والضفة الغربية، والضغوط الإنسانية والسياسية على شعوب المنطقة. في هذا السياق، يشكّل اللقاء بين جلالة الملك ووفد مجلس الشيوخ الفرنسي منصة حوار رفيعة المستوى لنقل وجهة النظر الأردنية المستندة إلى الشرعية الدولية والنهج التوافقي. وقد شدد جلالته خلال اللقاء على ضرورة إنهاء الحرب على غزة، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية، وحشد الدعم الدولي لخطة إعادة الإعمار دون تهجير السكان، إضافة إلى الوقف الفوري للتصعيد والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس.

العلاقات الأردنية الفرنسية: رؤية تتعزز

أكد جلالة الملك، في اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية بحضور سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، على أهمية تعزيز الشراكة الأردنية الفرنسية وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في شتى المجالات، لا سيما في القطاعات الحيوية كالمياه والتنمية والطاقة. وقد ثمّن جلالته دعم فرنسا لمشاريع التنمية في الأردن، معتبرًا أن هذا التعاون ليس مجرد دعم اقتصادي، بل تعبير عن ثقة متبادلة وشراكة مستمرة.

الوفد الفرنسي، الذي ضم أعضاء بارزين من مجلس الشيوخ، يمثل تيارات سياسية وثقافية متعددة، ويعكس اهتمامًا متزايدًا من الجانب الفرنسي بقضايا المنطقة، ودور الأردن المحوري في احتضان التنوع الديني والثقافي، وفي دعم الحلول السياسية القائمة على العدالة واحترام القانون الدولي.

قضايا الإقليم وحقوق الأقليات

ما ميّز هذا اللقاء أيضًا هو شموليته؛ إذ لم يقتصر النقاش على الملف الفلسطيني، بل تناول قضايا إقليمية واسعة، مثل أهمية دعم أمن واستقرار سوريا ولبنان، وحماية حقوق الأقليات، بما فيها الوجود المسيحي في الشرق الأوسط. وقد شدد جلالة الملك، بحضور سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالته للشؤون الدينية والثقافية، على التزام الأردن التاريخي والديني بحماية المقدسات، وصون التعددية في المنطقة، وهو أمر يلقى تقديرًا خاصًا من الجانب الفرنسي الذي يرى في الأردن نموذجًا للتسامح والتوازن.

البعد الثقافي والرمزي للّقاء

من الناحية الرمزية، فإن استقبال جلالة الملك لوفد برلماني فرنسي رفيع المستوى، يعكس احترامًا متبادلًا وإيمانًا بأن الحوار البرلماني والثقافي له دور فاعل في بناء الثقة بين الشعوب. وقد تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة تعزيز هذا النوع من الدبلوماسية البرلمانية والثقافية، لما لها من قدرة على تجاوز الحدود الرسمية وبناء جسور طويلة الأمد.

لقد أظهر هذا اللقاء أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، لا يزال يحمل لواء الاعتدال والحوار في منطقة مضطربة، ويؤدي دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي. كما أكد على أن العلاقة بين عمّان وباريس ليست علاقة مصالح آنية، بل شراكة قائمة على الاحترام والقيم والمواقف المشتركة.

في زمن تتكاثر فيه الأزمات، يأتي صوت الأردن واضحًا، عقلانيًا، ومتزنًا، يجد له صدى متزايدًا في الأوساط السياسية الأوروبية، كما كان الحال في لقاء مجلس الشيوخ الفرنسي. وهذا بحد ذاته، شهادة جديدة على مكانة المملكة في المشهد الدولي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :