تابعت كل ما يتداوله ضعاف القلوب على مواقع التواصل الاجتماعي، وما يكتبه أصحاب الأفكار المتكلسة التي انتهت مدة صلاحيتها وغيرهم ...حيث يحاولون الخروج علينا من جحورهم ويروجون إلى أن هناك انقسام وطني.. وهناك تصدعات قادمة في نسيج الوحدة الوطنية المتماسكة .

اسأل الذين يتعاطفون مع هذه الفئة الضالة، لماذا عندما تتجاوزن السرعة تقبلون بالغرامة والمحاسبة ،ولكن عندما تتجاوزون وتتطاولون على القانون وامن الوطن لا تقبلون المساءلة والمحاسبة، وتقولون عنا سحيجة وعملاء، فلماذا ترمون احجارا في البير اللي بتشربوا منه انتم وابناءكم واحفادكم ..نريدكم اهلا وأن تكونوا معنا أخوة ليبقى البيت متوحد ..والوطن بدون انقسامات ولا تصدعات ولا ايدولوجيات ومذهبيات واصطفافات مدمرة؟!.

اقول لهؤلاء المتربصون باقلامهم والسنتهم وتغريدتاهم من الداخل أو الخارج، ان من حاول ويحاول ان يجعل من الوطن ساحة لتنظيمات خارجة على القانون، ويجعل الوطن ملتقى للذئاب المنفردة وساحة لتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة ،وموطن للإرهاب والتطرف.

انتم تعرفون جيدا ان الاردن بقيادته الهاشمية هو دولة مؤسسات ودولة قانون ...وهو قادر على حماية سيادته ووحدته الوطنية ،بفضل تماسك وتلاحم كل مكونات المجتمع الواحد، وحب الاردنيون للأردن والتفافهم حول قيادته الهاشمية، وهنا يتشكل الولاء والانتماء للوطن والجيش والاجهزة الامنية.

هل نسيتم او تناسيتم ان جماعة الاخوان المسلمين جماعة منحلة وغير معترف بها في معظم دول العالم ؟،بالمقابل فقد سمح الاردن ان يكون هناك حزب إسلامي باسم حزب جبهة العمل الاسلامي مرخص كباقي الاحزاب المرخصة على الساحة الاردنية ،وضمن ثوابت الدولة والدستور الاردني ،وله اكثر من 30 عضوا في مجلس النواب الأردني.. فهل الرقابة والتشريع تكون في غرف اسمنتية تحت الارض لصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة؟.

لكننا تفاجأنا ان هذه الخلية التي حاولت المساس بالامن الوطني وتنفيذ عمليات إرهابية لتعطيل كل معاني الحياة كانت تنتمي إلى تنظيم الجماعة الإسلامية المنحلة، وهذا ما أدركته اجهزتنا الامنية مبكرا وبشكل استباقي وكانت لهم بالمرصاد ،ليظهر لنا فيما بعد أن هناك مخططات لتنظيمات إرهابية ممولة ومدعومة من الخارج وتلقت تدريبات في إحدى دول الجوار لتجهيز المعدات والبنى التحتية لصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة -تحت اسم المقاومة - فعن اي مقاومة يتحدث هؤلا الواهمون الحاقدون.

هل تريدون من الاردن ان يكون مرتعا للإرهاب والتطرف ،هلل تريدون ان تعيدوا فتنة أيلول الاسود واحداث 1970،هل تريدون ازدواجية السلاح داخل الدولة الاردنية ....؟. هل تريدون تقسيم الشارع والمجتمع الأردني...؟. هل بهذه التجاوزات تعتقدون نصرة المقاومة ...؟. يبدو انكم لم تقرؤوا تاريخ الاردن .

الاردن ملكا وشعبا وجيشا هم من نصروا ودعموا نضال وصمود الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني، واذكركم بمواقف الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال رحمه الله، عندما انقذ خالد مشعل وجلب له العلاج بعد تعرضه لمحاولة اغتيال وتصفية من قبل الموساد الإسرائيلي على الأراضي الاردنية... واذكركم ايضا عندما احضر جلالة الملك الحسين رحمه الله الشيخ أحمد ياسين رمز رموز الاخوان المسلمين في غزة للعلاج في مدينة الحسين الطبية ... وقال لإسرائيل اتفاقية السلام مقابل علاج الشيخ أحمد ياسين وخالد مشعل ...ووافقت إسرائيل على خروج الشيخ أحمد ياسين للعلاج من قطاع غزة بطائرة مروحية اردنية، كما وافقت على إرسال الترياق لعلاج خالد مشعل ... فماذا تريدون ايها العاقون الجاحدون ؟!...فلا مزاودة على الاردن ومواقفه ودعمه للنضال الفلسطيني منذ عام 1936..

ختاما اقول: سقطت اخر اوراقكم وتكشفت نواياكم ونوايا من يقف وراءكم فكرا ودعما وتمويلا....لأننا في الاردن نعشق تراب هذا الوطن ..والثرى لدينا أغلى من الثريا ..
حمى الله الوطن وقيادته الهاشمية وجيشه واجهزته الامنية..

* لواء ركن متقاعد د .صالح المعايطة