facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين الوطنية والعنصرية


فيصل سلايطة
24-04-2025 04:46 PM

يُقال أن هنالك شعرة رفيعة تفصل ما بين الايمان و الالحاد ، و أنّ الانسان كلّما تعمق في الايمان من منظور الشكّ كلّما انفصل نحو عدم اليقين أو سلك طريق الالحاد ، فنستخلص مما يقال أن المنطق و السوَية مطلوبة ، بحيث لا يميل الانسان كثيرا نحو أي شيء...مهما كان حسنًا.

و بذات المنوال ، هنالك شعرة تفصل ما بين الوطنية و العنصرية ، فالوطنية بدون اكاديميات أو مصطلحات تعقيدية ، هي نصرة الانسان لوطنه في كل الظروف ، اخلاصه له ، وفاءه لترابه ، ولاءه لقيادته ، خصوصا عندما تكون القيادة وسطية حكيمة لم تتطلخ أيديها بدماء الشعوب ، أو قهرها و تعذيبها.

أمّا العنصرية ، فهي الخوض أكثر في الوطنية بشكل مبالغ أو على النقيض العكس تماما بطريقة هدامية ، بحيث قد يمارس الشخص عنصرية ضد شخص آخر بسبب حبّه لبلده أو العكس بسبب كرهه لها ، لذلك دائما المبالغة في أي سلوك أو مشاعر قد تحرف بوصلة الانسان نحو الممارسات السيئة.

في قضية فلسطين و غزة ، هذه الشعرة يجب أن تبقى ثابتة من القاعدة للرأس لكن للأسف بعض من قيادات هذه القضية منذ نشأتها ساهموا بشكل أو بآخر في زحزحتها ، فبالقدر الذي يسترسل فيه الفلسطيني دفاعا عن قضيته من دول اخرى ، بالقدر الذي يجعل الناس تختار العنصرية دون وعي و تخلخل ركائز التعاطف أو الدعم.

لذلك ، على القيادات الفلسطينية ترسيخ فكرة المقاومة داخل الأرض المحتلة لا تصدير المقاومة سلمية أو حتى عسكرية ، خصوصا أنّنا في عالم اليوم كبشر متحضّرين محكومون بقوانين و انظمة عالمية موقّعة من جميع الدول تقريبا ، فأيّ ممارسات قد تخلّف نتائج اقصائية و من ثم عدائية ، أو حتى عقوبات مرهقة.

قد يقول قائل ، و لماذا لا تخضع اسرائيل لهذه القوانين ، و هنا تتداخل الافكار أو الاعذار حتى ، فالبعض يلوم حماس لتقديمها " السابع من اكتوبر" كعذر على طبق ذهبيّ لاسرائيل و البعض الآخر يقول ، ردّة الفعل تفوق الفعل ملايين المرّات.

مهما كانت الافكار و صحّتها من أي منظور ، يبقى تصدير المقاومة أو في العقود الماضية تصدير الثورة ، من اسوأ الممارسات التي قد تخلط أوراق أي قضية و أحيانا تفقدها الهالة الشرعية ، بحيث تنتقل من قضية ظلم لقضية مظلوم يَظلم ، أو محتاج يحتل.


فكيف تُدعم المقاومة؟

يتغيّر الجواب وفق كل دولة ، مكانتها ، تفاصيلها ، حساسياتها ، و قدرتها على التعاطي مع الملفات ، فمثلا ، صمود مصر و الاردن ، يدعم المقاومة و العكس صحيح ، فبالقدر الذي يسود به الاستقرار القاهرة و عمّان بالقدر الذي يضمن به المجتمع الدولي عدم تصدير الفوضى لهما ، فماذا أفضل من فوضى في كل من هذه الدول تجعل اسرائيل ترحّل إليهما ما تشاء ، أو تجعل ايران تركض لغزو ساحاتهما؟

أما الأردن على وجه الخصوص ، فهي الممر الذي يستطيع تغذية حاضنة المقاومة و اساسها الشعبي ، فلطالما ساهمت الاردن في رفد الشعب الفلسطيني في غزة بحاجاته الاساسية من غذاء و دواء و علاج ، هذا الدعم الذي يجب أن يتوفر من حماس بشكل أساسي حملته الاردن على أكتافها كواجب لا هِبة ، و كشعور حقيقي غير مزيّف.

في السابق ، عندما فُهم الاحتضان الأردني للفصائل الفلسطينية خاطئا و تلقّفتها هذه القيادات بشكل خاطئ ، ذهبت القضية إلى منعطف قاتل محليا ، من قضية يجب التعاطف معها إلى قضية يجب ابعادها و ازاحتها أو حتى تحجميها ، ليس كقضية بشكل واقعي بقدر ما هو الحال مع ممثّلوها ، فتلاشت الممارسات و بقي دعمها إلى اليوم ثابتا راسخا .

و من الاخطاء الكارثية أيضا هي وقوف قيادات هذه القضية مع صدام حسين خلال حرب الكويت ، فكيف يستطيع شخص يطالب بأن يُسمع له و يُنصرْ أن يقف مع ظالم و محتل على الجهة المقابلة؟

لذلك تضيع أحيانا المشاعر الفردية بين الوطنية و العنصرية ، كيف أدعم وطني و لا أقف ضد القضية ، أو حتى كيف أدعم القضية بحيث لا أضرّ وطني؟

خصوصا مؤخرا ، مع تزايد التوتر و الكهرباء السياسية ما بين الأردن و حماس و الاخوان ، يشعر الاردني الناصر لوطنه أنّه يخذل القضية ، أو على النقيض يشعر الذي يدعم حماس أنّه يناقض معايير الوطنية ، هذه الشعرة التي يجب أن لا تتبخّر ، بحيث يعدل الانسان بين وطنه...منتهى الانتماء و نهاية الولاء ، و بين التعاطف المنطقي البعيد عن أي ممارسات مجرّمة...فليس كل من يعلن دعمه فلسطين يكون حسن النوايا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :