من الضرورة للافراد في المجتمعات المدنية أن يدركوا بأن مفهوم المواطنة من المفاهيم الأساسية لاستمرار المجتمعات وتطورها، إذ يعكس المفهوم العلاقة بين الفرد والدولة، في ضوء معرفة الحقوق والواجبات ضمن محددات رئيسة أبرزها القانون والذي يتضمن حقوق وواجبات المواطنين من خلال القوانين والتشريعات الناظمة التي تضعها الدولة ومنها المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية، مثل الحق في التصويت والترشح للمناصب العامة والمشاركة في الاحزاب السياسية والمبادرات المجتمعية المتنوعة، يليها الهوية الثقافية ومبدأها التسامح والتعايش وتعزيز ثقافة الحوار داخل النسيج الوطني الواحد..

ولا يغيب عن الاذهان بان المسؤولية المجتمعية من المحددات المهمة للمواطنة لانها ما هي الا حقوقاً وواجبات بين الأفراد والدولة حيث يتيح هذا المفهوم وتطبيقه الصحيح على أرض الواقع الوصول إلى مفهوم المواطنة الحقة من خلال إسهامات المواطنين في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة فيه والمشاركة في الاعمال التطوعية التي تساعد على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدولة.

وما شهدناه مؤخراً في مجتمعنا الأردني وجود ممارسات سلبية ومتكررة على الصعيد الفردي والجماعي تدلل على وجود أزمة مفاهيمية تجاه مفهوم حب الوطن والانتماء للهوية الوطنية الأردنية ومنها على سبيل المثال: التشكيك في الآخر ودرجة ولائه للدولة، والتعصب للراي والايمان دوماً بنظرية المؤامرة، وانعدام الثقة بين المواطن والدولة وتوغل المسؤولين واستغلال مواقع سلطتهم، وحب الذات والبحث عن المكاسب الفردية، وانتشار الشائعات والمعلومات المضللة إزاء اي قضية مجتمعية، واللامبالاة تجاه القضايا الوطنية المهمة ووجود طبقة وللأسف كبيرة في المجتمع من تعتبر نفسها وصية على المجتمع الاردني باكمله حيث تتحدث باسمه في كل مجلس وعلى كل منبر، لا تستند لادلة او بيانات او استطلاع للراي العام، للاسف هذا عندما يحدث كل هذا سيكون انتقاصاً من الآخر واقصاءا له.

اجندتنا الوطنية الاردنية الشاملة واضحة للجميع للصغير قبل الكبير، لا مساحة فيها للتشويه او التلاعب أو التأطير بأطر غريبة ورمادية اللون، لانها في الأساس تهدف لتحسين حياة المواطن الأردني في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية في بعدها الداخلي، وتوضيح الاستراتيجية المتعلقة بالبعد الاقليمي والدولي على الصعيد الخارجي

لنعود لفطرتنا حيث غريزة حب الوطن موجودة ومتأصلة في الذات الإنسانية، لنوسع الأفق، لنمنع مفهوم المزايدة على حب الوطن وإلصاق التهم الباطلة للبعض والتشكيك بهم، لنحب الوطن بالعمل لا بالشعارات كل في موقعه وضمن اختصاصه ودوره المجتمعي، لنحترم القانون ولا نتحايل عليه نشجع العمل الجماعي ولا نسعى للمصلحة الفردية ، لنعي بحقوقنا ونسعى لنيلها كما الواجبات التي علينا، لنسعى لتقوية هيبة الدولة وعزتها واستقرارها ومنعتها فلا تنظيم ولا انتماءات خارج نظام دولتنا الاردنية الحبيبة.

وأخيراً يا مجتمع النشامى والنشميات دعوة لقبول النقد البناء فرأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.