ما زال الذباب الإلكتروني وعلى رأسه الوحدة 8200 يهاجم الأردن في محاولة بائسة لإثارة الفوضى في المجتمع الأردني نتيجة استحقاق قضائي لتنفيذ حكم صدر عن أعلى محكمة قضائية في البلاد.

وللأسف انجر خلفهم عدد من الكتاب إلى طرح سيناريوهات تخص استحقاق ذلك التطبيق لقرار المحكمة، متكئين على حادثة القبض على شبكة إرهابية حاولت العبث بالأمن الوطني، ولها ارتباط بالجماعة المنحلة.

وهنا نؤكد للجميع أن الدولة الأردنية دولة مدنية، ذات مؤسسات راسخة البناء، بنيت وشيدت بأيادٍ أردنية وطنية، وفي ظل قيادة لم يعرف عنها أبداً إلا الاحتكام لمبادئ دولة القانون واحترام استقلالية القضاء ونزاهته.

فالقضاء الأردني كان وما زال حصناً منيعاً يصدر أحكامه وفق الدستور والقانون، بعيداً عن أي تأثير أو ضغط مهما كان مصدره، وهو محل ثقة الأردنيين جميعاً.

كما نرفض بشكل قاطع أي محاولات للتدخل الخارجي أو الاصطياد بالماء العكر، ونؤمن بأن الشأن الوطني يدار بإرادة وطنية خالصة، لا مجال فيها للوصاية أو الاملاءات.

وفي هذا الإطار ندعو الجميع إلى التماسك والالتفاف حول الدولة ومؤسساتها، وإلى تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء الشائعات أو التحليلات الفردية التي لا تخدم إلا أعداء الوطن.

ونميز هنا بين النقد البناء الذي يهدف إلى الإصلاح ويستند إلى معطيات حقيقية، وبين التشويه المتعمد الذي يسعى لزعزعة الثقة بمؤسسات الدولة وتشويه صورة الأردن أمام شعبه والعالم.

ختاماً نذكر أن القيادة الهاشمية التي قادت سفينة الوطن في أحلك الظروف، قادرة بحكمتها على تجاوز هذه المحطات كما تجاوزت غيرها، مستندة إلى إرث طويل من التمسك بالثوابت الوطنية والمبادئ الدستورية.

لذلك لا بد من التريث حتى فصل القضية لدى المحكمة المختصة، واستحقاق أي إجراء قانوني، بعيداً عن طرح سيناريوهات مبنية على آراء شخصية تضر ولا تنفع.