عمون - نظَّمَ قسم التربية الفنية في كلية العلوم التربوية في الجامعة الهاشمية محاضرة علمية عن المدينة الوردية وإحدى عجائب الدنيا السبع "البترا" أعدها وقدمها الأستاذ الدكتور أياد المصري عن حضارة وتاريخ المدينة والنحت النبطي وأهم المعالم المعمارية فيها، بحضور عميد الكلية الأستاذ الدكتور محمود جرادات، ورئيس قسم التربية الفنية الدكتور أسامة بني ملحم، وعدد من الأكاديميين وطلبة التخصص.

وأكد عميد كلية العلوم التربوية الأستاذ الدكتور محمود جرادات، أهمية عقد مثل هذه الأنشطة لما لها دور في دعم المساقات التعليمية لتحقيق رؤى في فتح آفاق التواصل مع الطلبة وتعزيز الأنشطة اللامنهجية لرفع مستوى الوعي واثراء مسيرتهم الدراسية.

وقدم الدكتور المصري نبذه عن تاريخ البترا، واسمها القديم سـِلـَع أي الصخرة وترجمها الرومان إلى لغتهم پترا أما الأنباط أنفسهم فقد أطلقوا على مدينتهم اسم (رقيم) أو (رقيمو) وتعني الحفر بالصخر والنحت، كما تطرق الى امتداد الأنباط وهم إحدى القبائل العربية السامية التي هاجرت من اليمن بعد خراب سد مأرب، واستوطنوا في القرن الثالث قبل الميلاد في جميع أنحاء الأردن وجنوب فلسطين وامتدت مملكتهم إلى دمشق شمالاً والبحر الأحمر جنوباً.

وأشار الى نظام الحكم عند الأنباط الذي كان ملكياً وراثياً، حيث يتمتع الملك بأهمية دينية إضافة إلى موقعه السياسي والعسكري وأوجدوا جهازا إدارياً يشرف عليه وزراء الملك، وكان أشهر ملوكهم الحارث الثالث والحارث الرابع الذي شهدت المدينة في عهده ازدهاراً في جميع المجالات والتي أطلقت الجامعة الهاشمية اسمه على احدى مجمعاتها الصفية (مجمع الحارث الرابع).

وعرض الدكتور المصري صوراً لمعالم البترا ومواقعها الأثرية وأهمها السيق وهو ممر صخري ضيق، عبارة عن الطريق الرئيس لمدينة البتراء والذي من أروع المعالم في المدينة، والذي تم بناؤه في الصخر وهو بما يقارب 1200 متر في الطول، وعرضه ثلاثة أمتار في أضيق الأماكن، و12 في الأماكن الواسعة، ويصل ارتفاعه إلى 80 مترا، ولونه وردي زاه في معظم أجزائه.

وتحدث عن الخزنة التي تقع في نهاية السيق، والتي تعد واحدة من أشهر المعالم الموجودة في مدينة البتراء، الذي قام الأنباط باختيار موقعها بطريقة مثالية والتي وتوجد في نهاية السيق، وهي وتتميز بالدقة والجمال، والتي تم العثور عليها في القرن التاسع عشر، وتم تسميتها بهذا الاسم وذلك لأن البدو اعتقدوا بأنها تضم كنزًا.

كما تطرق الدكتور المصري الى المدرج و الذي يجسد مزيجاً فريداً من الإبداع المعماري النبطي والتأثيرات الرومانية، ويقع عند سفح جبل الخزنة والدير الذي يقع في الجهة الغربية ومن البترا، قصر البنت وهو من أضخم وأهم المعابد النبطية التي مازالت قائمة الى الأن، المذبح ويقع على قمة جبل المذبح في الغرب من المدينة ويعد من أقدس المواقع الدينية وأكثرها رمزية في الحضارة النبطية، الأضرحة من أعظم وأشهر المعالم المعمارية وهي مجموعة من المدافن المنحوتة في الواجهة الشرقية لجبل الخزنة، المعبد الكبير وهو من ابرز واضخم المنشآت المعمارية التي تركها الانباط في عاصمتهم.

يذكر أن مدينة أن مدينة البترا فازت في مسابقة عجائب الدنيا السبع في المركز الثاني بتاريخ 7/7/2007، وتعتبر مدينة البترا، عاصمة العرب الأنباط من أشهر المواقع الأثرية في العالم وأهم مواقع الجذب السياحي في الأردن، وتتميز بطبيعة معمارها المنحوت في الصخر الوردي الذي يحتوي على مزيج من الفنون المعمارية القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون