الأردن محور للاستقرار الإقليمي والدبلوماسية الدولية
د. حسين سالم السرحان
01-05-2025 01:38 AM
كشفت وكالة "رويترز"، والعديد من المصادر إلى عودة المساعدات الخارجية الأمريكية للأردن، نتيجة للدبلوماسية، التي يمكن القول إنها وضعت المملكة على أساس أكثر صلابة وحيوية قبل الخطوة التي أعادت الرئاسة الأميركية فيها تشكيل المساعدات الخارجي العالمية للعديد من الدول.
وبحسب المصادر "أكد ترامب للملك عبدالله الثاني ابن الحسين في اجتماع خاص بالبيت الأبيض في فبراير الماضي أن المساعدات الأمريكية لن تستخدم كوسيلة ضغط لتقديم تنازلات سياسية أو غيرها لقناعة واشنطن أن المملكة تتمتع بمكانة دولية متميزة ودوره معتدل رشيد وموقع استراتيجي جغرافي حيوي في قلب الشرق الأوسط، وبدبلوماسية متزنة بقيادة الملك عبدالله الثاني .
وقد ساهمت هذه العوامل مجتمعة في جعل الأردن شريكًا موثوقًا على الساحة الدولية، وخصوصًا في علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية.
فالعلاقات التاريخية بين الأردن والولايات المتحدة تعود إلى بدايات تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية في منتصف القرن العشرين وإلى اليوم وتكاد تصبح الدولة الوحيدة المستقرة في منطقة مضطربة.
قدمت الولايات المتحدة على مدى عقود مساعدات اقتصادية وعسكرية كبيرة للأردن، سواء لدعم الاستقرار الاقتصادي أو لتعزيز قدراته الدفاعية. كما عمل البلدان معًا في قضايا متعددة مثل متطلبات اللاجئين، ومكافحة الإرهاب والتنمية الشاملة وغيرها من مجالات التعاون الاستراتيجي .
وبرز الأردن كشريك استراتيجي إقليمي مهم يسعى لتحقيق التوازن والاعتدال، ويشارك في التحالفات الدولية لمواجهة التحديات الأمنية، مثل تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات المتطرفة.
وتُعد الولايات المتحدة من أكبر المانحين للأردن، حيث تقدم دعمًا اقتصاديًا مباشرًا، ومساعدات إنسانية، خصوصًا في ظل الأزمات الإقليمية مثل الحرب في سوريا وتدفق اللاجئين. كما تشجع الولايات المتحدة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يقوم بها الأردن، وتدعمه في المحافل الدولية.
وللأردن دور فعال ومهم في العديد من القضايا الإقليمية الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث يحظى بدعم أمريكي لدوره كوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس كما ينسق البلدان مواقفهما تجاه قضايا مثل الأزمة السورية، وأمن الحدود، والطاقة، والتنمية.
وتُعتبر العلاقة الأردنية-الأمريكية نموذجًا لشراكة قائمة على المصالح المشتركة، والتعاون السياسي والأمني والاقتصادي.
ويمثل الأردن ركيزة رئيسية للاستقرار الإقليمي، مما يعزز مكانته الدولية، ويجعله طرفًا لا غنى عنه في صياغة السياسات المتعلقة بالشرق الأوسط. هذه العلاقة مرشحة للاستمرار والتطور في ظل التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، وسيبقى الأردن شريكًا قويًا موثقًا من قبل المجتمع الدولي وله دور حاسم في الأمن الإقليمي .
عودة الأمور بين البلدين إلى مستويات متقدمة في التعاون سيكون عنوانًا للمرحلة القادمة يأتي ذلك للثقة باستقرار المملكة ودورها الريادي في الشؤون الدولية والإقليمية ولمكانة جلالة الملك المرموقة بين قيادات العالم.
حمى الله الأردن..