في يوم العمّال .. تحية للعاملة الصامتة
هبة الكايد
01-05-2025 11:38 AM
في هذا اليوم، يقف العالم احترامًا لكل يدٍ تعبت، لكل قلبٍ سهر، لكل إنسانٍ جعل من جهده نورًا لغيره، ومن صبره أملًا لتستمر الحياة.
والكل في يوم العمّال مُنغمسٌ بالحديث عن ذاك الذي كسب عطلة رسمية ليأخذ قسطا من الراحة في بيته دون عمل، الكل يقول وبإنسانية شكرا لمن يعمل، لمن يَبني، يُعلّم، يُداوي، يَحرس، يُنظف، يَزرع، ويُطعم.. إلخ.
نعم، شكرًا لكل هؤلاء ولكل من جعل هذا العالم ممكنًا وسهلا وميسرا، لكن لحظة.. ماذا عن العاملة الصامتة؟ أين هي ربة البيت من هذا اليوم؟ الأم أو الأخت أو الزوجة أو المرأة التي لا تخرج لعمل، ولكنها تغرق في عمل بيتها وتحضير كل سبل الراحة لمن هم خارج البيت؛ من لها ليسهر على راحتها ويقول لها شكرا أمي، شكرا أختي، شكرا زوجتي، شكرا سيدتي؟ من لها وأنتم حولها في هذا اليوم في عطلتكم، وهي مستمرة في العمل الآن من أجلكم؟ متى عطلتها؟ من لها تلك التي تُربّي وتعلّم وتُطبب وتُهدهد وتُحب وتقوم بكل الأدوار وفي كل الأوقات حتى وأنتم نيام، دون شكوى أو مقابل؟
هي عاملة بكل ما تعنيه الكلمة من عرق وجهد ومشاعر، فبيتُها هو موقع العمل، وقلْبها هو جدول المهام، وكل يوم عندها مليءٌ بالتفاصيل التي لا تُحصى ولا تُقدّر بثمن، لهذا فالعامل ليس فقط من يخرج من بيته، بل كل من يبذل جهدًا، كل من يمنح من نفسه للآخرين، هو عامل يستحق التقدير.
إذا، فلنقدّر أيضا في هذا اليوم، العاملة التي تعمل بصمت من أجلنا جميعا، دون أن تُشعرنا أو تنتظر منا تكريما، لكنها تستحقه ألف مرة.
وكي لا يغضب بعضكم ويراني متحيزة، فأنا دائما أقول "الراحة ليست كسلًا، بل كرامة"، وهي استردادٌ للإنسان فينا، هي وقتٌ يعود فيه العامل إلى نفسه، إلى دفء بيته، ودفء من يحبهم ويحبونه.. ومن كل قلبي تحية عظيمة للجميع، فهذا اليوم هو لحظة اعتراف بفضلكم، حيث تتكامل الأدوار بيننا، فأنتم جميعا قلب المجتمع، بل وصميم الحياة كلها.