كان هناك برنامجا للصغار اسمه ( Muppet ) ـ استعراض الدمى ـ ( 1976 ـ 1981) .. وكان من الاتقان بمكان بحيث أسر القلوب وإن بدا هزليا .. لأن القائمين عليه وضعوا نصب اعينهم احترام المُشاهد ...

أما شخصيات البرنامج فهي : " كيرميت , بيغي , غونزو , انيمال... والأهم أن مِن بينهم "فوزي " وآخرون ..." ..

على غرار "استعراض الدمى " كان يُعرض على التلفزيون الاردني نسخة مقلدة أو مسروقة اسموها " عالم الكراميش" وكانت من السخافة بحيث ان الاطفال سخروا منها, ومقتوا شخصياتها المقمّشة , التي تحركها خيوط اكثر سخفاً !.

ورغم أن إدارات كثيرة تعاقبت على التلفزيون ..بيد أنها أتت من نفس " العلبة" .. مع احتفاظها بخيوط التربيط ..

هذه الأيام أصبح استعراض الدمى مخصصا للكبار , من خلال شخصيات تصول وتجول , يتم تحريكها بخيوط غير مرئية , وتلعب بها أصابع خفية في المسرح الكبير ..


والشخصيات انواع : منها ما هو مصنوع من القطن , والقماش, والورق , والكرتون... وزفت الطّين ,وغيرها .. وأسوأها الشخصية ذات الوجوه المتعددة ؛ الصفراء الذي فقع فيها " مرطبان" كُركُم , ومنزوعة الرجولة كما الحليب منزوع الدسم , وممسحة زفر كما الإسفنجة التي تمتص كل الحانات ولا تنظَف , وآخرها ؛ الباهتة المغسولة بـ " هايبكس" ..

أما المسارح التي تلعب او تُنطنط عليها الشخصيات تلك ؛ فقد تكون بمساحة امتار, وقد تكون بحجم وطن !

تأتي الدمية ..فتعمل لنا " من البحر مقاثي" ونصدقها !! .. غير أننا نكتشف أنّ ما قامت به مجرد استعراض أتى بالتحريك ..

الدُّمى لا تُحسُّ , ولا تشعر, وليس عندها قلب ينبض بالحياة .. فالأصابع هي التي ترسم لها الطريق , وتحركها في الاتجاهات كافة.... والناظر اليها يُستغفَل على النحو الذي تريده الايادي المُحرِّكة ..

هذا هو حالنا ؛ مسرح كبير... الخيوط فيه مكشوفة, أو مخفية ..لكنها لا تُخفي حقيقة ان الدمى ليست سوى بدعة تستخف بعقولنا ..ويريدوننا أن نصدِّقها !!

في اعلى المسرح ؛ هناك من يجلسون على بلكونة , يتابعون الاستعراض .. يضحكون بطريقة مقيتة .. تثير فينا الضحك .. !!

Jamal-gammaz@hotmail.com