مطرٌ ربيعي .. حين تتكلم السماء لغة الذكريات
هبة الكايد
05-05-2025 12:22 PM
أخذني صباح هذا اليوم إلى عالم لا زلت عاجزة عن وصف جماله، وسأحاول أن أصفه بقلمي علّ هذا الجمال يلامس قلوبكم ويرسم الفرحة على ملامحكم كما لامس كل جزء في أروقة قلبي وأنعش صباحي، فجو ماطر في الربيع، لم يكن مجرد طقس، بل هو حالة حب، وهو لقاء بين فصلين، بين الذكرى واللحظة، وبين الحنين والأمل.
بدأت الحكاية حين وقعت عيناي على تلك الورود المُحمّلة بقطرات المطر، الذي بدا وكأنه يعزف سيمفونيته بهدوء على تلك البتلات، ليجعلني أدرك في هذه اللحظة أن المطر ليس مجرد صوت بل هو قصة تريد أن تُروى، وتريد أن تنبض بعبق من الماضي، مليء بذكريات وضحكات وطفولة ووجوه أحباب كانوا أو ربما لا زالوا.
لِوَهلة، تشعر أن هذه القطرات تحاكي تلك الورود بغضب، لتخبرها أن المطر جاء اليوم لأن له حق عليها كغيره من الفصول، وأنه يجب أن لا ينحرم من رؤيتها لو أضطر أن يزورها في فصل آخر، ولوهلة أخرى، تراه هادئا، حانيا، ومعاتبا بكل حب؛ وكأنه يريد أن يُغير قوانين الطبيعة ليبقى معها دائما.
نعم، إن فصل الربيع فصل ساحر، ولكن الشتاء، رغم رحيله، فإن أمطاره تترك بصمات في أي فصل، ما يزيد تلك الفصول رقة وجمالا، وهذا ما جعل الورود تبدو وكأنها أجمل وهي مُحمّلة بقطرات الشتاء التي أصبحت دافئة.
هذه الأجواء، بدّدت الهموم، وصفت لها النفس، ومنحتها جلسة علاج مجانية، رُدّت فيها الروح، واغتُسِل برقتها القلب... ربما ترونها تفاصيلا صغيرة لكنها بنظري مُشبعة بمزيج عميق من المشاعر لا يمكن تصوُره ببساطة.