facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سباق خارج المضمار


د.سالم الدهام
13-05-2025 12:50 AM

كان الاستعداد على أشده، شحذنا أسنة العزم، وامتطينا صهوة الحلم، ومضيا محمولين على صخب الأمنيات، نغذ السير، وبين أعيننا وجل من حفرة عميقة في المضمار طالما سقط فيها متسابقون كثيرون من قبل، المشرفون على السباق قالوا لنا إنهم قد ردموا الحفرة العميقة إلى الأبد، وأركبونا أفراسا زعموا أنها من سلالات مرنة، تجتاز أعتى الحواجز إذا صمد الفرسان فوق ظهورها، قيل لنا أيضا إنها لا تسقط فرسانها في الحفر العميقة التي طالما أسقطت أسلافها فرسانا أشداء من أسلافنا فيها، وقيل لنا إنها شبعت من ربيع بلاد العرب، وأن سائسيها أو سياسييها ـ لا فرق في ذلك- قد ضمروها ودربوها إبان ذلك الربيع الساخن في مضمار الإصلاح أشواطا كثيرة، وروضوها على أن تحمل فوق ظهورها كل ذي همة وعزيمة، ذلك أنها معقود بنواصيها الخير..

كنا مطمئنين أن ركوب الأصائل آمن، وأن سلالات الخيول التي أشرف على سياستها مدربون قيل إنهم نبلاء لن تُسقط فرسانها، أو أنها في أسوأ الأحوال لن تطأهم بحوافرها أذا ما سقطوا عنها من تلقاء أنفسهم.

حّدد الميدان، وضُرب موعد للسباق، وضمّر كل منا خيله، وسهر كل ليله..

الحكام أكدوا لنا أن ليس ثمة حفرة عميقة (مصيدة) في الميدان، وأعلن رئيس الحكام أن المسابقة حقيقية، هم أقسموا على ذلك، وأقسموا أنها ليست بروفة لسباق حقيقي سيجري فيما بعد.. كانت ملامحه ترسم في عقول الحكام في غفلة من ضمير، كان الميدان مقسما إلى مسارب سبعة مفصولة عن بعضها بجدران حجرية لا تسمح بالرؤية إلا باتجاه واحد، مضى كل منا في مسربه، ولما وصلنا إلى آخر المضمار لم نجد أحدا في استقبالنا، على مسافة بعيدة شاهدنا سباقات تجري دون حواجز، وشاهدنا أناسا يستقبلون الفرسان عند نهاية كل شوط، يرحبون بهم ويجففون عرقهم، ويقدمون لهم الماء، ويقتادون أفراسهم إلى أماكنها، شاهدنا المحكمين وهم يعلنون نتائج السباق، ويشكرون المتسابقين الذين فازوا، والذين لم يفوزوا، أدركنا عندها أننا سقطنا في حفرة عميقة ابتلعتنا جميعا، وأن الطخ كان في الموقر بينما العرس في مادبا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :