"ثورة باردة": ابتكار بريطاني قد يُحدث تحولًا في عالم التبريد
13-05-2025 10:09 AM
عمون- في أحد مختبرات جامعة كامبردج البريطانية، يعمل الباحثون على تطوير مادة صلبة ذات ملمس شمعي ناعم قد تُحدث نقلة نوعية في تكنولوجيا التبريد. ورغم مظهرها البسيط، تحمل هذه المادة خصائص غير تقليدية يُرجّح أن تلغي الحاجة إلى الغازات الضارة المستخدمة في مكيفات الهواء التقليدية.
فالمادة الجديدة، المعروفة باسم "المبرد الصلب الباروكالوري"، قادرة على تغيير حرارتها بأكثر من 50 درجة مئوية تحت الضغط، دون أن تتعرض للتسرب، مما يجعلها بديلاً واعدًا للغازات المسببة للاحتباس الحراري.
تبريد نظيف وأكثر كفاءة
يقول البروفيسور خافيير مويا، أستاذ فيزياء المواد بجامعة كامبردج، إن هذه المواد "لا تسهم في الاحتباس الحراري، بل إنها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة". ويضيف أن الابتكار يستند إلى مبدأ "التأثير الباروكالوري"، حيث تتحول طاقة الضغط إلى حرارة قابلة للتحكم، ثم تعاد لتبريد الوسط المحيط عند تحرير الضغط.
ومع استخدام حوالي ملياري وحدة تكييف حول العالم – وهو رقم في تزايد مستمر بفعل تغير المناخ – تتفاقم مشكلة الانبعاثات الناتجة عن استهلاك الطاقة وتسرب الغازات. وهنا، تبرز أهمية الحلول الجديدة.
من المختبر إلى السوق
من أجل تسريع تحويل هذه التكنولوجيا إلى منتج تجاري، أسس مويا شركة ناشئة باسم "باروكال" عام 2019. رغم تواضع البداية، حيث يعمل الفريق من مختبر داخل حاوية في موقف سيارات، فإن الشركة تشهد نموًا لافتًا، وتخطط لتوسيع فريقها ليصل إلى 30 موظفًا هذا العام.
وقد جذبت "باروكال" اهتمامًا كبيرًا، لا سيما من مجلس الابتكار الأوروبي ومؤسسة "بريك ثرو إنرجي" التي أسسها بيل غيتس، إذ جمعت حتى الآن نحو 4.5 مليون دولار من التمويل.
نموذج أولي واعد
النموذج الأولي للجهاز بحجم حقيبة سفر كبيرة، ويستخدم أربع أسطوانات تحتوي على بلورات التبريد. ورغم أن الجهاز يصدر ضجيجًا عند التشغيل، يؤكد مهندس المواد في باروكال، محسن العبادي، أن تحسينات جوهرية قيد التطوير لتقليل الحجم والصوت وزيادة الكفاءة.
ويضيف العبادي أن أداء الوحدات المستقبلية سيكون منافسًا للأجهزة التي تعمل بالغاز، مع إمكانية استخدامها ليس فقط للتبريد، بل أيضًا لتوليد الحرارة.
توفير في التكاليف وانبعاثات أقل
تُقدّر مؤسسة "بريك ثرو إنرجي" أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تخفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 75% مقارنة بوحدات التبريد التقليدية. ووفقًا لـفلوريان شابوس، المدير التجاري في "باروكال"، من المتوقع أن يُطرح المنتج الأول في الأسواق خلال ثلاث سنوات، وسيُستخدم مبدئيًا في المراكز التجارية، والمستودعات، والمدارس، ومراكز البيانات.
ورغم أن التكلفة الأولية للوحدات قد تكون مرتفعة، تراهن الشركة على أن فواتير الكهرباء المنخفضة ستغري الشركات والمستهلكين على الاستثمار فيها، مع هدف نهائي يتمثل في طرح وحدات منافسة بسعر قريب من الأجهزة التقليدية للاستخدام المنزلي.
الشرق الأوسط