مصفاة البترول الأردنية .. ومسؤوليتها الوطنية؟
فيصل تايه
17-05-2025 03:09 PM
في عالم الأعمال الكبيرة الذي يتسم بالديناميكية والمنافسة والتغير المستمر ، لا تعد إدارة الشركات الكبرى مجرد مجموعة من الإجراءات الإدارية الروتينية ، بل هي "فن" يمزج بين العلم والخبرة ، وايمان عميق ان العمل في جوهره فعل نابع من حس بالمسؤولية برؤية ثاقبة تشكل "جوهره وجوده" بخطى راسخة نحو بناء نهضته وتطوره على أسس قوية مبنية على الإتقان في ذروة الالتزام الأخلاقي والمهني، ومن هذا المنطلق تبنى ثقافة العمل على قيم التميز والإبداع والتحسين المستمر ، بحيث يتحول الأداء المهني إلى مساحة للتجدد بعيدًا عن النمطية والتكرار ، لذلك اجتهد بعنونة مقالي بعصف تساؤلي ضمني وكاني اقول : "هل هي مسؤولية وطنية ؟"
ذلك هو الانطباع الذي تملك أعضاء ملتقى (النخبة - elite) الذي يضم في اعضائه عدداً من النخب الوطنية والسياسية والفكرية بعد زيارة مقر شركة مصفاة البترول الأردنية في الزرقاء والتي جاءت تلبية لرغبتنا ، فجاءت الموافقة سريعاً وبدعوة كريمة من المدير التنفيذي للشركة المهندس حسن الحياري وفريق العمل من أعضاء ادارة الشركة ، حيث اكتسبت هذه الزيارة أهمية خاصة لما لمصفاه البترول كمؤسسة وطنية من اهمية في خدمة الاقتصاد الوطني حيث تعتبر أهم مورد استراتيجي ، المتمثلة بتعظيم القيمة المضافة في الاقتصاد الأردني .
في الحقيقة ان "العطاء" ليس فيه "حدود للمسؤولية" خاصة اذا كانت المسؤولية وطنية ، وهذا ما لمسناه حين وقفنا على واقع المصفاة وقد "سَرنا" ما اطلعنا عليه خلال الجلسة الحواريه الصريحة وأثناء الجولات الميدانية من سير للعمل ومراحل الانتاج وبيئة العمل وأبرز المشاريع والخطط التطويرية التي تقوم بها الشركة ، مروراً باهم التحديات التي تواجهها ، والعقبات التي تعترض مسيرتها في استكمال اخططها ، وما هي المشروعات المستقبلة المنوي تنفيذها، خصوصا ما يتصل في "مشروع التوسعة الرابع" الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الإنتاج وتحسين جودة المنتجات النفطية ، ودور المصفاة في تعزيز الأمن الطاقي الوطني .
اننا وبعيداً عن لغة الارقام والارباح وكميات الانتاج ، فقد تولد لدينا قناعة تامة وفي خضم "الأمواج المتلاطمة" للمنافسة والتقلبات الاقتصادية التي تواجهها مصفاة البترول الأردنية، فقد "اعجبنا" بالاسلوب المتفرد في "قيادة العمل" فيها ، ذلك بفضل قبطانٍ ماهرٍ وفريقٍ متناغمٍ يعمل بتفانٍ لتحقيق الأهدف ، اذ لا يقتصر ذلك على السعي لتحقيق نمو في الأرباح ، بل يمتد ليشمل بناء كيان قوي قادر على الصمود والازدهار على المدى الطويل ، وتحقيق الاستدامة الحقيقية.
ان "الرؤية" التي تمتلكها شركة مصفاة البترول الأردنية واضحة وصريحة لما "تريد" هذه الشركة تحقيقه في المستقبل ، هذه الرؤية "رؤية" ملهمة وقابلة للتطبيق ، وتترجم إلى خطط استراتيجية مفصلة تحدد الأهداف الرئيسية ، والمبادرات اللازمة لانجازها ، والموارد المطلوبة لتحقيقها ، ذلك ان القائمين على هذه الشركة "الوطنية" لديهم قناعة تامة أنهم يمتلكون خارطة مرنة متكاملة وواضحة تحوي في مضمونها ما يكفي للتكيف مع المتغيرات ، وتوجيه كافة القرارات والإجراءات اليومية نحو الهدف الأسمى ضمن رؤية الشركة، معتبرين ذلك "البوصلة" التي تضمن كل جهد يبذل ليصب في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق النمو المستدام.
لقد بدا واضحاً ومن خلال النقاشات الصريحة والمعمقة مع المدير التنفيذي وعدد من اعضاء الادارة ان قيادة الشركة تعمل على إلهام فريقها وتحفيزه لبذل أقصى طاقاته ، بحيث لا تعنى فقط إصدار الأوامر ، بل تعنى ببناء الثقة، وتفويض السلطات، وتمكين العاملين ، وخلق بيئة عمل إيجابية تشجع على التعاون والإبداع ، من خلال مهارات التواصل العالية والقدرة على فهم الاحتياجات وتلبية الرغبات الجماعية وللحقيقة اننا وجدنا ان فريق العمل فريق متناغم يشعر بالانتماء ، لذلك فهو المحرك الأساسي الذي يدفع الشركة إلى الأمام، ويتغلب على التحديات بروح الفريق الواحد.
ذلك بفضل رأس المال البشري والاستثمار في العاملين وتنميتهم ، حيث "الاستثمار" في تطوير مهاراتهم، وتوفير بيئة عمل محفزة وآمنة، وتقدير جهودهم، فذلك هو استثمار مباشر في مستقبل الشركة ، اذ وضعت الشركة العديد من برامج التدريب والتطوير الفعالة ، وتقييم الأداء بعدالة، وتوفير فرص للنمو الوظيفي ، ما يسهم بشكل فعال في تحقيق أهداف الشركة على أساس بناء فريق قوي وقادر على مواجهة التحديات.
الى ذلك ، فان ادارة الشركة تمتلك خطة عمل استراتيحية تستطيع من خلالها بناء علاقات قوية مع كافة المتداخلين في العمل داخليا وخارجيا ، فاكتسبت ثقة المستهلك في سوق مزدحم بالمنافسين الكبار ، اذا يعد الوصول إلى العملاء المستهدفين وإقناعهم بقيمة المنتج وجودته يتطلب فهماً عميقاً للسوق ، لذلك لمسنا ان الشركة تبحث باستمرار عن طرق جديدة لتحسين المنتجات والخدمات والعمليات ، وتمتلك القدرة على التكيف مع التغيرات في السوق، وتطوير استراتيجيات مبتكرة للترويج للمنتجات أو الخدمات ، ولا يقتصر العمل على ذلك فقط بل الأهم هو بناء علاقات قوية ومستدامة مع السوق من خلال تقديم تجربة مميزة وخدمة استثنائية ، تهدف الى كسب رضا المواطن المستهلك ، فذلك هو أفضل دعاية للشركة وأقوى ضمان لديمومتها واستمرارية تدفق منتجاتها من المشتقات النفطية الى السوق .
لذلك فلا بد من كلمة حق نقولها بأمانة ، اننا وجدنا ان الكفاءة التشغيلية تمتاز على القدره على تقديم منتجاتها بأعلى جودة ممكنة من خلال التحسين المستمر للعمليات ، حيث تسعى باستمرار الى مواكبة التغيير وصناعة المستقبل ، وتبني أفضل الممارسات، واستخدام الموارد بكفاءة وتحليل سلاسل الإمداد، وتبسيط الإجراءات، والقضاء على الهدر، والاستثمار في التقنيات التي تعزز الإنتاجية ، فالشركة التي تعمل بكفاءة عالية تستطيع المنافسة بفعالية أكبر وتحقيق ربحية أعلى، مما يعزز قدرتها على البقاء والنمو.
وكذلك فمن الواجب التذكير ايضاً ان استخدام أدوات العصر لتعزيز النمو هو جزء من سياسة الشركة حيث التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من عملها ، اذ تبني الأدوات والحلول التكنولوجية المناسبة التي يمكن أن يعزز الكفاءة التشغيلية، فهي تسعى جاهدة لتكون منفتحة على التحول الرقمي، وأن تستثمر بذكاء في التكنولوجيا التي تدعم أهض
بقي ان اقول اننا ومن خلال الانطباع العام فان هذه الزيارة كانت زيارة موفقة وناجحة وحققت الهدف فخرج الجميع بانطباع إيجابي ، وبالفعل ودون مجامله فقد كانت من انجح الزيارات بناء على راي العديد من المشاركين .
شكراً لكل من شارك ، شكرا شركة مصفاة البترول الأردنية على حسن الاستقبال وبالفعل هكذا "تصنع المنافسة" وهكذا هي "المسؤولية الوطنية الحقيقية " ..
والشكر الخالص ايضاً للمدير التنفيذي للشركة "المهندس حسن الحياري" وفريق العمل من أعضاء ادارة الشركة ورؤساء الاقسام ولكل العاملين ..
وهذه تحية عز وفخر لمن عمل ويعمل من اجل الاردن والأردنيين ..
والله ولي التوفيق