دولة الإمارات نموذج لتصالح العقل مع عناصر القوة الوطنية
د. صالح المعايطة
24-05-2025 01:41 PM
* اكتب هذا المقال ليس من باب التصور أو التخيل أو التنظير والتحليل ، وإنما من واقع عشته على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة 15 عاما ولازلت اعمل في مجال البحوث والدراسات الاستراتيجية للقضايا المعاصرة ،والمشاركة في الحوارات على بعض الفضائيات الوطنية للدولة. مما جعلني ان اكون شاهدا على العصر الذهبي الذي تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة ونجاحها في التوظيف والدمج والتكامل والتزامن لكافة عناصر القوة الوطنية للدولة "الثابتة كالجغرافيا والتاريخ والثقافة والقيم ،والعناصر المتغيرة كالاقتصاد والدبلوماسية والتكنولوجيا، والعناصر المعززة كالارادة الوطنية والولاء والانتماء والحس الوطني، ،بما يخدم الأهداف والمصالح الوطنية للدولة على المستوى الإقليمي والدولي بكفاءة وفاعلية واقتدار.
* نعم ...يوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة حكيمة ورشيدة وعقلانية تسير بخطى ثابتة من خلال وثيقة الخمسين ومبادئها العشرة التي تنفذها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن استراتيجية وطنية واضحة المعالم واستراتيحيات تخصصية للوزارات المعنية وحسب خارطة طريق ومرتكزات الاستراتيجية الوطنية لتنتقل الدولة من مرحلة التميز إلى مرحلة التفوق بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، لتصبح دولة الإمارات اليوم احد مراكز الثقل الاستراتيجي والجيوسياسي في الشرق الأوسط والخليج العربي، حيث نجد ان العاصمة أبوظبي تستقبل اليوم قادة الدول الكبرى ورؤساء الدول الأوروبية ووزراء الدفاع ورؤساء أركان الجيوش الحديثة للإطلاع والتعرف على تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال توظيف عناصر القوة الوطنية( الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والتكنولوجية والعلمية)،بعد أن عانقت دولة الإمارات الفضاء وأرسلت مسبار الأمل،واليوم تحتضن أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة ليصبح أكبر محرك للاقتصاد الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
* اثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة للقاصي والداني أن قوة الدول لم تعد° تقاس لا بالمساحة ولا بعدد السكان ، وإنما بالقدرة على التأثير والاقناع والإنجاز والحضور وهذا هو عقل الإنسان الإماراتي الذي يجسد جوهر عقل الدولة الذي تصالح مع عناصر قوة الدولة(الصلبة والناعمة والذكية)،ووظفها لرفاه الإنسان فكرا وعلما ومعرفة وعطاء، وبناء الدولة.
* كان لي الشرف ان اتابع واحلل زيارة الرئيس ترامب الاخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة،وتابعت كل ما كتبته الصحف المحلية والاجنبية وما قالة ترامب: "ان هذه الدولة عمرها العقلي والاستشرافي أكبر من عمرها الزمني"، عندما زار مسجد الشيخ زايد الكبير والبيت الإبراهيمي وقصر الوطن ، وقال هذه إنجازات عظيمة في دولة عظيمة يقودها قائد عظيم واستثنائي في مجال السياسية والقيادة والاقتصاد والاستراتيجية.
* وراء هذه الانجازات العظيمة ليس وجود الموارد الطبيعية وإنما هناك عقل دولة متصالح مع العنصر البشري المؤهل وقادر على توظيفه بالاتجاه الصحيح، واستقطاب الكفاءات والخبرات المتنوعة لإدارة هذه الموارد ،فهناك في دولة الإمارات اكثر من 230 جنسية تتنافس على تقديم الأفضل لدولة الإمارات لأنهم يشعرون انهم مواطنون عليهم واجبات لخدمة مصالح وأهداف الدولة .كما ان عقل الدولة نجح بامتياز في إدارة موارد العلم والمعرفة والتكنولوجيا والدبلوماسية والجغرافيا السياسية والسياسة الجغرافية، ومن هنا أصبحت كل عناصر القوة الوطنية التي تمتلكها دولة الإمارات العربية المتحدة فاعلة ونشطة ومرنة في الداخل والخارج مما جعل من دولة الإمارات محط اهتمام العالم ،وجعل من دولة الإمارات رافعة سياسية واقتصادية وبحثية وابتكارية في المنطقة .
* ختاما اقول كل ما نشاهده اليوم وما سنشاهده غدا في دولة الإمارات ،انما هو ترجمة لما جاء في مقولة صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد قبل سنوات عندما قال:(ان أغلى ما نملك هو المصداقية)،ومن هنا أقول ان مصداقية دولة الإمارات بمثابة مرآة مرفوعة نرى من خلالها الحاضر كما يراه الاخرون ،فمصداقية دولة الإمارات العربية المتحدة نجدها مرتكزة على الانجازات التي يراها العالم كله، ولهذا أصبحت دولة الإمارات النموذج والقدوة والمثل حاضرا ومستقبلا ....في ظل قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.
saleh.almaaitah11@gmail.com