عمون - في مشهد إنساني مؤثر شهد مطار سبها الدولي جنوبي ليبيا واقعة غير مألوفة تحولت فيها دموع الحزن إلى لحظات فرح غامرة، بعدما كادت "مشكلة أمنية" بسيطة أن تحرم الحاج الليبي عامر المهدي منصور القذافي من أداء فريضة الحج هذا العام.

القصة بدأت حين وصل الحاج عامر إلى المطار عند الساعة 12 ظهراً ضمن آخر فوج من الحجاج الليبيين المتجهين إلى الديار المقدسة. لكن سرعان ما تم توقيفه من قبل عناصر الأمن بسبب مشكلة في جواز سفره، لتُبلغه السلطات بضرورة الانتظار لحين التحقق من الأمر. بينما كانت الطائرة تستعد للإقلاع، أخبره أحد الضباط بنبرة حزينة: "يبدو أن الرحلة لم تُكتب لك".

رغم الموقف، رفض الحاج مغادرة المطار، متمسكاً بنيته في أداء الفريضة قائلاً بثقة: "إن شاء الله الطائرة ما تطير، أنا ناوي النية"، وكأن كلماته كانت دعاءً صادقاً، إذ تأجل إقلاع الطائرة مرتين بسبب عطل فني مفاجئ.

المفاجأة الكبرى جاءت عندما غيّر قائد الطائرة موقفه وأعلن بصوت حاسم: "والله لن أقلع حتى تأتوا بالحاج عامر!"، لتُفتح أمامه أبواب الطائرة وسط تصفيق حار ودموع التأثر من المسافرين وعناصر الأمن الذين ودّعوه بعبارات الدعاء.

الواقعة التي وثقها فيديو نشره حساب "حكومتنا" الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت تفاعلاً واسعاً، حيث اعتبرها الكثيرون "علامة من السماء على الإخلاص والنية الصادقة"، وتداولها رواد الإنترنت على نطاق واسع، مشيدين بإصرار الحاج وإحساس الطاقم الإنساني بالمسؤولية.

وتأتي هذه القصة الملهمة في وقت يتوافد فيه أكثر من مليوني حاج من مختلف أنحاء العالم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، في موسم حج يشهد سنوياً مشاهد مؤثرة من الإيمان والعزيمة.

المصدر: "الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي"