في زمن تتسارع فيه التحديات السياسية والاقتصادية، يبرز دور القادة الشباب كعامل حاسم في تشكيل مستقبل أوطانهم. ومن بين هؤلاء سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأردني، الذي قدم نموذجاً ملهماً في دعم الشباب وتمكينهم على أسس معرفية وقيادية، وتكنولوجية. هذا الدور لا يكتفي بخدمة الشأن الوطني، بل يضع الأردن في مصاف الدول التي تؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في الاستقلال المستدام. ويوازي هذا الدور أدواراً بارزة لقادة شباب في أوروبا وشمال امريكا، مثلا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وولي عهد بريطانيا الأمير ويليام، ما يضع المملكة في قائمة الدول التي تعمل عالمياً نحو تمكين الجيل القادم.

اولأ: ولي العهد الأردني وتمكين الشباب
يتبنى سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني نهجاً واضحا وعملياً في دعم الشباب، يتمثل في بما يلي :
- إطلاق مبادرات وطنية مثل مؤسسة ولي العهد، التي تقدم برامج نوعية في التدريب، الريادة، العمل التطوعي، والتكنولوجيا.
- تعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية عبر منصات مثل “نحن”، التي تتيح للشباب الأردني الانخراط في العمل التطوعي والمجتمعي.
- دعم التعليم التقني والمهني وربط مخرجات التعليم بسوق العمل، من خلال برامج مثل “مساري”.
- التمثيل الدولي لقضايا الشباب، حيث يحمل سموه قضايا الشباب الأردني والعربي إلى المحافل الدولية، مؤمناً بأهمية صوت الشباب في الساحات العالمية.

ثانياً: مقاربة مع رموز شبابية في الغرب

1. الرئيس إيمانويل ماكرون – فرنسا
يُعد الرئيس الفرنسي أحد أصغر رؤساء الجمهورية في تاريخ فرنسا، وقد جعل من تمكين الشباب محوراً لبرنامجه الانتخابي، خاصة في مجالات التكنولوجيا والبيئة وريادة الأعمال. كما دعم برامج تدريبية وتمويلية لرواد الأعمال الشباب.
توجه سمو ولي العهد في تحفيز الابتكار لدى الشباب الأردني مرارا وتكرارا.

2. الرئيس جاستن ترودو – كندا
اتخذ رئيس الوزراء الكندي مواقف بارزة لدعم الشباب، خاصة في مجالات التعليم المجاني، ودعم الأقليات، وتشجيع الشباب على خوض غمار السياسة والمشاركة المدنية.
نتحدث عن مبادرة “هُمّة” في الأردن، التي تهدف إلى تعزيز المواطنة والقيادة لدى الشباب.

3. الأمير ويليام – بريطانيا

يركز الأمير ويليام، ولي عهد المملكة المتحدة، على القضايا النفسية والاجتماعية للشباب، وأطلق مبادرات لتقوية الصحة العقلية، ومناهضة التنمّر، ومساعدة الشباب على تجاوز التحديات الحديثة.
نبين رؤية ولي العهد الأردني حول ضرورة تمكين الشباب ليس فقط مهنياً، بل أيضاً إنسانياً وأخلاقياً.

ثالثاً: خصوصية الدور الأردني في ظل الاستقلال

يتزامن هذا الدور الشبابي مع رمزية عيد الاستقلال الأردني، الذي يمثل محطة تاريخية في بناء الدولة. ويُنظر إلى سمو ولي العهد كجسر بين جيل الاستقلال المؤسس، وجيل الشباب الطامح إلى مستقبل مزدهر. فرؤية سموه في بناء القدرات ليست فقط تنموية، بل تحمل بُعداً سيادياً، يعكس إدراكاً بأن الاستقلال الحقيقي لا يكتمل إلا بتمكين الإنسان، لا سيما الشباب.

يشكل سمو ولي العهد الأردني نموذجاً حديثاً للقائد الشبابي الذي يوازن بين الحفاظ على الثوابت الوطنية والانفتاح على أدوات العصر. وعبر مبادراته ومشاركاته، يؤكد أن تمكين الشباب ليس خياراً تنموياً فحسب، بل هو ضرورة استراتيجية توازي قيمة الاستقلال نفسه. وفي هذا، لا يقل دوره أهمية عن أبرز القادة الشباب عالميا، بل يتفوق في خصوصية موقعه، وأهمية رسالته في منطقة تعيش تحولات متسارعة، ويظل فيها الشباب الأمل الأبرز في بناء المستقبل.