ورشة في الهاشمية تبحث مستقبل المتاحف الأردنية في ظل الثورة الرقمية
28-05-2025 08:20 PM
عمون - نظّمت كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية، بالتعاون مع متحف الأردن وجمعية المتاحف الأردنية، ورشة عمل متخصصة بعنوان:"قطاع المتاحف في الأردن في ظل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في المجالين المتحفي والتقني، وافتتح الورشة الأستاذ الدكتور نايف حداد، عميد الكلية، مؤكداً في كلمته أهمية تطوير القطاع المتحفي الأردني لمواكبة التحولات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وتوظيف هذه التقنيات في حفظ وتوثيق التراث الثقافي، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة قادرة على إعادة تشكيل مستقبل المتاحف وتعزيز السياحة الثقافية. وأضاف الدكتور حداد أن زيارة المتاحف لم تعد تقتصر على الترفيه، بل أصبحت تجربة حضارية وإنسانية تستدعي توثيقاً علمياً معمقاً، داعياً إلى الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا بما يخدم الإنسان والثقافة والبيئة، بعيداً عن الاستخدامات السطحية أو التجارية. من جهته، تحدث المهندس إيهاب عمارين، مدير عام متحف الأردن، عن التحديات التي تواجه المتاحف الأردنية في مسيرتها نحو الرقمنة، مشدداً على ضرورة تعزيز البنية التحتية التقنية والتدريب المستمر للعاملين في المتاحف.
وقد تخلل افتتاح الورشة عرضٌ لمشاريع علمية مبتكرة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في توثيق وإعادة بناء المباني والمتاحف والقصور الأثرية، قدمتها الدكتورة دانا عمرو من جامعة عمان الأهلية، بمشاركة طلبة ماجستير عرضوا مشاريعهم البحثية أمام الحضور.
وتضمنت الورشة جلستين علميتين متخصصتين ناقشتا تجارب وطنية ورؤى مستقبلية لتطوير العمل المتحفي: وتحدث في الجلسة الأولى المهندس إيهاب عمارين حول تطوير المتاحف باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي. كما قدم الأستاذ الدكتور مهدي الزعبي من الجامعة الهاشمية ورقة عمل حول أهمية التكامل بين مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات التراثية في تطوير أساليب عرض المقتنيات. وتناول الدكتور نعمة الريحاني، عميد كلية الهندسة البيئية المبنية، أثر التصميم الذكي في تعزيز استدامة المتاحف وجاذبيتها، واختُتمت الجلسة الدكتورة منى الأنصاري من جامعة البترا، التي عرضت نماذج توظيف الذكاء الاصطناعي في التفاعل مع الزوار وتحسين تجربتهم داخل المتحف.
وفي الجلسة الثانية، تم مناقشة موضوعات محورية قدمها الدكتور معاذ الفقهاء من الجامعة الأردنية الذي تحدث عن أثر التحول الرقمي في حفظ الهوية الثقافية، كما عرض السيد تمام الخصاونة من متحف الدبابات الملكي تجربة المتحف في استخدام الواقع المعزز لتوثيق المعروضات، وقدمت السيدة لينا بكار من دائرة الآثار العامة ورقة عمل تناولت التحديات التشريعية التي تواجه رقمنة المقتنيات، وسلطت السيدة رشا دبابنة من جمعية المتاحف الأردنية الضوء على دور المبادرات المجتمعية في نشر الثقافة المتحفية الرقمية.
بدوره تحدث الدكتور رائد الغزاوي من الجامعة الهاشمية عن العلاقة بين تجربة الزائر والذكاء الاصطناعي والنظرة المستقبلية للتسويق المتحفي في ضوء التطورات الحديثة، وكانت للطالبة سندس العتيبي من الجامعة الهاشمية تصوراً للاجيال الشابة حول التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في المتاحف.
وفي ختام الورشة، خرج المشاركون بجملة من التوصيات أبرزها: العمل على تطوير استراتيجية وطنية للتحول الرقمي في قطاع المتاحف، وتشجيع البحث العلمي التطبيقي في مجال المتاحف الرقمية، والتأكيد على ضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم التطوير التكنولوجي، وتدريب الكوادر المتخصصة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوثيق والعرض التفاعلي، كما أكد المشاركون التأكيد على أهمية الحفاظ على الإرث الحضاري الأردني و نقله للأجيال القادمة للاستمرار في تطويره واظهاره بالصورة التي تعكس مكانتها التاريخية والحضارية.