عمون- رغم أن الماء يُعد عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه لصحة الإنسان وأداء وظائف الجسم الحيوية، إلا أن الإفراط في شربه قد يؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة، قد تصل إلى حدّ الوفاة. هذه الحالة تُعرف باسم "التسمم المائي".

ما هو التسمم المائي؟

التسمم المائي يحدث عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من الماء في فترة زمنية قصيرة، تفوق قدرة الكلى على التخلص منه. فالكلى تستطيع تصريف ما يقارب 0.8 إلى 1 لتر من الماء في الساعة فقط. تجاوز هذه الكمية قد يؤدي إلى تخفيف تركيز الصوديوم في الدم، مما يتسبب في اختلال توازن السوائل داخل الجسم، وتحديدًا داخل خلايا الدماغ.

كيف يحدث ذلك؟

عندما تنخفض مستويات الصوديوم بشكل كبير – وهي حالة تُعرف بـ"نقص صوديوم الدم" – تبدأ الخلايا في امتصاص كميات زائدة من الماء، فتنتفخ. وإذا حدث هذا الانتفاخ في خلايا الدماغ، فقد يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، ما يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المصاب.

أعراض التسمم المائي

لدى البالغين:

صداع شديد وارتباك.

غثيان وقيء.

ضعف وتشنجات في العضلات.

صعوبات في التنفس.

اضطراب في ضربات القلب.

نوبات تشنج وفقدان الوعي.

في الحالات القصوى: الدخول في غيبوبة أو الوفاة.

لدى الأطفال والرضّع:

تغير مفاجئ في السلوك والانتباه.

تشنجات عضلية.

اضطراب في التنفس.

ضعف في التنسيق العصبي العضلي.

غثيان وقيء.

تُعد حالات التسمم المائي عند الرضّع خطيرة بشكل خاص، وقد تحدث بسبب إعطاء الطفل جرعات غير مدروسة من الماء، أو خلال تدريبه على السباحة في عمر مبكر.

أسباب التسمم المائي

الإفراط في شرب الماء خلال فترة قصيرة.

محاولة تعويض العطش أو فقدان السوائل بشكل مفرط (خاصة بعد التمارين الرياضية).

سوء فهم بعض النصائح الصحية المتعلقة بضرورة شرب "الكثير من الماء".

العلاج

يتطلب التسمم المائي تدخلًا طبيًا عاجلًا، وتشمل خيارات العلاج:

إعطاء أدوية مدرة للبول لتسريع التخلص من الماء الزائد.

تصحيح مستويات الصوديوم في الدم تحت إشراف طبي دقيق.

استخدام محلول كهارل وريدي.

في بعض الحالات، قد يتم إجراء غسيل للمعدة أو استخدام علاج طارئ لتقليل الضغط على الدماغ.

نصيحة صحية: لا تعتمد فقط على الشعور بالعطش لتحديد حاجتك للماء، بل حاول أن تشرب باعتدال. وتذكّر أن الجسم يحصل على جزء من حاجته من السوائل عبر الطعام أيضًا.

الطبي