مبادرة منتدى "تواصل" من منظور أكاديمي
د.مأمون الشتيوي العبادي
31-05-2025 08:52 PM
تابعت بإعجاب إطلاق مبادرة “تواصل” التي أطلقتها مؤسسة ولي العهد، وكنت حاضرًا في إحدى جلساتها كمستمع ومتابع مهتم بالشأنين الشبابي والتربوي. لقد بدت لي المبادرة من اللحظة الأولى أكثر من مجرد لقاء حواري، بل مشروعًا وطنيًا متكاملًا يعكس إيمان الدولة بقدرات الشباب، ويُعيد بناء جسور الثقة بين الجيل الصاعد ومؤسسات الدولة.
بوصفي أكاديميًا مختصًا في اللغويات الحاسوبية والترجمة، رأيت في “تواصل” تجسيدًا عمليًا لدمج الشباب في الحوارات الوطنية الكبرى، عبر أدوات تفاعلية تجمع بين قوة الكلمة، ودقة اللغة، وذكاء التكنولوجيا. هذا النوع من المنصات ليس مجرد نشاط إعلامي أو شكلي، بل هو معمل واقعي لإنتاج أفكار، وتجريب مهارات، وتطوير قدرات في مجالات تمتد من التواصل الفعّال إلى التفكير النقدي، ومن الريادة الرقمية إلى التعبير اللغوي الرصين.
لقد أظهرت المبادرة توجهًا واضحًا نحو توظيف التكنولوجيا في صياغة محتوى شبابي معاصر، وهو ما ينسجم مع تطورات الذكاء الاصطناعي اللغوي والبيانات الضخمة، ويمنح الباحثين فرصًا حقيقية لتحليل الخطاب الشبابي، ودراسة لغته، وتتبّع تحولاته. فكل تفاعل شبابي داخل “تواصل” هو مادة لغوية قابلة للتحليل والبناء والتطوير.
أشجع، من موقعي الأكاديمي والوطني، على تعميم هذه التجربة في الجامعات الأردنية، سواء من خلال ربطها بالمساقات التطبيقية، أو تشجيع الطلبة على المشاركة الفعلية في جلساتها، أو حتى اعتماد مخرجاتها كمادة تحليل في مساقات اللغويات، الترجمة، أو الإعلام.
إن “تواصل” ليست فقط منصة لتبادل الحديث، بل نافذة على المستقبل، تُربّي جيلاً جديدًا قادرًا على التعبير، والمشاركة، والحوار، في وطن يستثمر في طاقاته بعقلانية وإيمان.