فزاعة اسرائيل .. ترمب وإيران
أ. د. حسن المومني
04-06-2025 01:16 PM
في المفاوضات وخاصة التي تتعلق بالقضايا المعقدة تستخدم الاطراف المعنية استراتيجيات وتكتيكات وخطوات وسائل مختلفة منها ما يعرف بالدبلوماسية الارغامية من خلال التهديدات باستخدام القوة العسكرية وغير العسكرية مثل العقوبات وغيرها، كما تستخدم ايضا دبلوماسية ناعمة مثل خطوات و مقترحات تحفيزية للطرف الاخر. بالنظر إلى المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وايران حول برنامجها النووي نجد هذة المنهجية سالفة الذكر بوضوح. في سياق هذة المفاوضات هنالك طرف ثالث الا وهي إسرائيل التي تميل إلى الخيار العسكري من اجل تدمير البرنامج النووي الايراني وكل المؤشرات تشير إلى ان تل ابيب لوحدها لاتستطيع عمل ذلك وبالتالي تحتاج واشنطن لاتمام هذه العملية وحمايتها من ردة فعل ايرانية عنيفة .
وهنالك الكثير من التحليلات التي تفيد بان هنالك اختلافات متزايدة بين واشنطن وتل ابيب حول نجاعة المفاوضات والتوصل لاتفاق شامل ينهي البرنامج النووي ويقيد قدرة ايران على قدرتها في تخصيب اليورانيوم. لكن هذا لايعني ان كلا من حكومة نتيناهو وادارة ترمب على مسار التصادم الاستراتيجي، فالعلاقة بين واشنطن وتل ابيب هي فوق عضوية تمكنهم من التفاهم حول هذا الامر وعلى العكس قد يكون الموقف الاسرائيلي العدائي الصقوري اتجاة ايران وبرنامجها النووي مفيد للولايات المتحدة وموقفها التفاوضي حيث يمكن استخدام تهديدات نتنياهو ونية إسرائيل الجادة في شن هجوم على منظومة البرنامج النووي الايراني كوسيلة للضغط على طهران على اعتبار ان ترمب هو الطرف الوحيد الذي يستطيع ضبط سلوك إسرائيل في هذة المسالة.
واكاد ان اكون جازما ان ادارة ترمب تستخدم هذا وتوظفة في مفاوضاتها مع ايران .
كثير من التصريحات الخاصة بترمب حول هذه المسالة تشير بوضوح أنه يستخدم موقف إسرائيل كعصا اضافة الى خطوات ارغامية اخرى لتخويف ايران وبالتالي تقديم تنازلات خاصة حول قضية حق ايران في تخصيب اليورانيوم على ارضها و التي هي اكثر القضايا تعقيدا، حيث ترفض طهران رفضا تاما التنازل عن هدا الحق. استخدام فزاعة الضربات الاسرائيلية المحتملة قد تنفع حيث ان ايران تعلم اذا ما قامت إسرائيل بذلك فانها قد تجر الولايات المتحدة إلى ان تكون طرف في أي مواجهة عسكرية قد تحدث نتيجة ذلك وبالتالي تضع ايران في مواجهة عسكرية صعبة مع واشنطن وتل ابيب تؤدي لنتائج لايحمد عقباها بغض النظر عن عرض العضلات والقوة الايرانية .
المواجهات السابقة بين تل ابيب وطهران وبغض النظر عن محدوديتها الا انها كانت رسائل كافية اوضحت فارق ميزان القوى بين الطرفين وما الذي يمكن ان تتعرض لة طهران من خسارة قد تفوق برنامجها النووي في حالة مواجهة عسكرية كبرى.
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية
الجامعة الأردنية
الرأي