facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«كم صرفتِ للعيد؟»


رنا حداد
05-06-2025 01:07 AM

«كم صرفتِ للعيد؟»
سؤال يتسلّل بخفّة إلى الأحاديث بين الأهل والاصدقاء والزملاء، كأنّه عادي، كأنّه لا يحمل سوى الفضول.
لكنّه في الحقيقة، يفتح بابًا واسعًا على تغيّرٍ لم ننتبه له، أو ربما انتبهنا، لكن اخترنا «نغطرش» .
منذ متى أصبح العيد يُقاس بما أنفقنا، لا بما شعرنا؟
منذ متى صار علينا أن نبرر فرحتنا بعدد الأكياس، أو بماركات الثياب، أو بألوان الصحون على السفرة، وانواع الشوكولاته وحشوات المعمول؟
شيء ما انزلق من بين أيدينا.
كنّا ننتظر الأعياد كأنّها فسحة من الدفء، محطة صغيرة نلوذ إليها من تعب العام، نجتمع فيها لنضحك دون تفكير، ونرتاح.
أما اليوم، فالأعياد أصبحت موسماً للاستعداد الطويل، والإنهاك العاطفي، والتوتر المالي، والتصوير المفرط.
عيد اليوم يُشترى.
يُحضَّر بعناية، يُرتَّب ليُلتقط، يُلبس ليُعرض، يُجهَّز ليُنشر.
والنتيجة؟
مشهد جميل... من الخارج.
لكنّه غالبًا مشهد صامت، خالٍ من الإحساس.
نقول «كل عام وأنتم بخير»، وقلوبنا مشغولة بالحسابات.
نبتسم في الصور، ونعود لنُكمِل مهامنا كأننا نؤدي واجبًا لا نجرؤ على التخلّي عنه.
وسائل التواصل لا تساعد.
بل تُلحّ علينا أن نُقارن، أن نُبهَر، أن نُقلّد.
من الذي زيّن بيته أفضل؟
من الذي قدّم ضيافة أكثر فخامة؟
من لبس أجمل؟
حتى اننا أصبحنا نبحث عن عيد «أنظف» مع شركات التنظيف وعروضها، لا عن عيد «أعمق». اليوم، نركض.
نشتري.نزيّن. نصوّر. لكن هل نعيش؟
نريد عيدًا لا يتعبنا، لا يستنزفنا، لا يضعنا في منافسات لا داعي ولا ضرورة لها.
هل العيد تغيّر؟
ربما لا.
ربما نحن فقط من ابتعدنا عنه.
اخترنا القشرة، ونسينا اللبّ.
نسينا أن الفرح لا يُصوَّر، بل يُعاش.
أن أجمل اللحظات لا يمكن حصرها في إطار صورة.
أن العيد الحقيقي لا يحتاج إلى «فلتر» وطبق ضيافة»ترند» ، بل إلى نية صافية.
فحين يسألونكِ: كم صرفتِ للعيد؟
جرب أن تصمت لحظة، ثم قل بهدوء:
«لم أصرف كثيراً، لكنني شعرت كثيراً.»

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :